ألا حي أطلالا بسيحان فالعذب
إلى برع فالبئر بئر أبي زغب
وفي مطلع آخر:
ألم تربع على الطلل الطماس
عفاه كل سحم ذي ارتجاس؟
فالأطلال لا تهمه إذن إلا ليستطرد منها إلى عقدته، وإلى التنفيس عنها بالخمر كلما برمت بمفاخر النسب من تميم ومن قيس ومن أسد. وليس الأعاريب جميعا عند الله من أحد.
ومنادمة الخمر هي الوجاهة التي يسمو بها الشاعر على النظراء، وهي التي تنفث فيه الزهو والفخار بديلا من زهو السادة الأصلاء وفخار الأبناء والآباء.
نوبات السآمة
وثمة خلة أخرى من خلال الطبيعة النرجسية تعرضها لإدمان الخمر، وما إليها من عقاقير التخدير، وتلك هي نوبات السآمة التي تعاود النرجسي كلما خلا إلى نفسه وفرغ من العمل، إن كان له عمل يشغله.
فالوقت ثقيل على الطبيعة النرجسية تدفعه بكل ما تستطيع من الشواغل والملاهي، وعواطفها الموكلة بشيء واحد - وهو عشق الذات - لا تزال أبدا في حاجة ملحة إلى التنبيه والاستثارة.
Unknown page