صاحب التصانيف الكثيرة، ولد سنة (204 ه) وقيل سنة (206 ه)، كان أول سماعه سنة (218 ه) وقدم بغداد مرارا، وكان آخر قدومه إليها سنة (259 ه)، ولقي كثيرا من شيوخ الحديث وحفاظه أثناء رحلاته إلى الحجاز، والعراق، والشام، ومصر وغيرها، وتردد على الإمام البخاري كثيرا عندما قدم البخاري نيسابور، وعرف فضله وغزير علمه، وروى عن كثير من أئمة الحفاظ منهم: يحيى بن يحيى، والقعنبي، وأحمد بن يونس، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه شيخ البخاري وغيرهم، وروى عنه كثير من أهل العلم منهم: ابن خزيمة، ويحيى بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وكان أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.
وتوفي الإمام مسلم يوم (25 رجب سنة 261 ه) في (نصر آباد) من قرى نيسابور. - رحمه الله -.
وقد صنف الإمام مسلم " صحيحه " من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، وفيه بأسقاط المكرر نحو أربعة آلاف حديث. وكتابه أصح كتاب بعد " صحيح الإمام البخاري "، ولكل من " الصحيحين " فوائد عظيمة من حيث كثرة الطرق وجمعها، وترجمة الأبواب وغير ذلك مما بينته كتب الشروح وعلوم الحديث.
وللإمام مسلم مؤلفات كثيرة غير " الصحيح " منها: كتاب " الأسماء والكنى "، وكتاب " التمييز "، وكتاب " العلل "، وكتاب " الوحدان، وكتاب " الأفراد "، وكتاب " الأقران "، وكتاب " أولاد الصحابة "، وغير ذلك من الكتب المفيدة في الحديث وعلومه (1).
...
Page 56