فما له في ابتغاء الرزق تقدير
قال أبو العلاء ولا تزال فيه تلك العارضة من لعب العبقرية: ولا تدري أيضا كيف فاتك الساعة أنني لست من الجبريين ولا من القدريين لأنني أنا القائل:
لا تعش مجبرا ولا قدريا
واجتهد في توسط بين بينا
قال التلميذ وكأنما شملته تلك العارضة التي استولت على أستاذه في تلك الساعة:
وهل هذه إلا الجبرية بعينها؟ لا تريد أن تقول إن الإنسان مجبر ولا تريد أن تقول إنه مخير. ولا تفصل في المشكلة بل تدع الفصل فيها لعالم الغيب أو عالم الشهادة. ماذا يكون الجبريون إن لم يكونوا هكذا غير مختارين فيما يفكرون وفيما يعتقدون؟
فأصغى المعري وأعجبه ما سمع من تلميذه فأومأ موافقا: نعم هي الجبرية في أرجوحة ذاهبة آيبة. وهي خير من الجبرية في قيد مقيم.
قال التلميذ:
لقد عدم التيقن في زمان
حصلنا من حجاه على التظني
Unknown page