فأحجما عن المعارضة ولم يعاوداه. وفي رواية أن هذه القصة وقعت للسري الرفاء لا الخالديين. وحكى بعضهم، قال: خرجت على سبيل الفرجة، فقعدت على الجسر ببغداد، فأقبلت امرأة من جانب الرصافة تريد الجانب الغربي، فاستقبلها شاب فقال لها: رحم الله علي بن الجهم، فقالت في الحال: ورحم الله أبا العلاء المعري. ولم يقفا، ومرا مشرقا ومغربة، فتتبعت المرأة وقلت لها: أخبريني عافاك الله عما قال لك، وعما أجبت به. فقالت: نعم، رحم الله علي بن الجهم، أراد قوله:
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
وأردت بترحمي على أبي العلاء قوله:
فيا دارها بالحزن إن مزارها
قريب ولكن دون ذلك أهوال
وروي أن أحد الشرفاء سقط منه خاتم في الحرم، فقال له أحد بني عمه:
لم لم تقف على طلب هذا الخاتم الثمين؟ فقال له: ألست من أبناء أمير المؤمنين؟ أراد الأول قول المتنبي:
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها
وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
Unknown page