دق جرس الباب ووقف ينتظر. خمن أنهما سيجيبان الباب معا بعد أن حل الظلام. من وراء خشب المنزل الضعيف، جاءه صوت وقع أقدام ثقيلة ثم صوت خشخشة رتاج الباب. فتح الباب بينما ظلت سلسلة رتاجه مربوطة، ومن خلال الفرجة الصغيرة كان بوسعه أن يرى أن الزوجين كانا أكبر سنا مما توقع. تطلعت إلى عينيه عينان مليئتان بالقذى بنظرة شك لا قلق.
كانت نبرة الرجل حادة لدرجة لم يتوقعها. «ماذا تريد؟»
خمن ثيو أن صوته الهادئ الراقي سيبعث على الاطمئنان. قال: «أنا من المجلس المحلي. نحن نجري استبيانا حول هوايات الناس واهتماماتهم. معي استمارة أحتاج منك أن تملأها. لن يستغرق ذلك وقتا طويلا. لكن من الضروري أن تقوم بذلك الآن.»
تردد الرجل للحظة قبل أن يحل سلسلة الرتاج. بدفعة واحدة سريعة، صار ثيو داخل المنزل، ظهره إلى الباب وبيده المسدس. قبل أن يتكلما أو يصرخا قال: «لا بأس. أنتما لستما في خطر. لن أوذيكما. ستكونان بأمان إن حافظتما على هدوئكما وفعلتما ما أطلبه منكما.»
بدأت المرأة ترتعد بشدة وهي متشبثة بذراع زوجها. كانت تبدو شديدة الوهن، وضئيلة الجسد، وكانت سترتها الصوفية تتدلى من كتفيها اللتين بدوتا أضعف من أن تتحملا ثقلها.
نظر ثيو إلى عينيها فرأى نظرتها المذعورة المدهوشة، وقال مستحضرا كامل قدراته الإقناعية: «أنا لست بمجرم. أحتاج إلى المساعدة. أحتاج إلى استخدام سيارتكما وإلى طعام وشراب. هل تملكان سيارة؟»
أومأ الرجل برأسه إيجابا.
تابع ثيو سؤاله: «من أي طراز؟» «سيتزن.» سيارة الشعب، رخيصة واقتصادية. كان عمر جميع السيارات من ذلك الطراز عشر سنوات، لكنها كانت متقنة الصنع ويعتمد عليها. كانت أفضل من غيرها. «في خزانها وقود؟»
أومأ الرجل برأسه إيجابا مرة أخرى.
قال ثيو: «أهي بحالة جيدة؟» «أجل، فأنا حريص على صيانتها.» «حسنا. الآن أريدكما أن تصعدا لأعلى.»
Unknown page