الجنان ويشرب هنالك الشارب من حياض العرفان. جمعته لتفنن خواطر الولدين الكريمين السعيدين وتمرن ضمائر الابنين الشريفين الحميدين: السيد نور الحسن الطيب والسيد على حسن الطاهر بارك الله لهم وفيهم وعليهم في الدنيا والدين وجعل لهم لسان صدق في الآخرين وسلك بهم مسلك السلف الصالحين خصوصا ولمن عداهم من أهل العلم والفضل عمومًا.
وسميت القسم الأول من هذا الكتاب: الوشي المرقوم. والقسم الآخر السحاب المركوم والكتاب نفسه أبجد العلوم.
وكان وضعه وجمعه في بلدة بهوبال المحمية في سنة تسعين ومائتين وألف الهجرية وطبعة وينعه في سنة خمس وتسعين ومائتين وألف القدسية في المطبعة المنسوبة إلى ذات المحامد السنية والمكارم العلية من أخجلت بجودها السحاب فصب عرقا وأرعدت بسياستها الرعد فارتعد فرقا لاح نور رأفتها من سواد بلاد مالوة الدكن كما لاح نور الباصرة من سواد البصر. فوصل كذلك إلى القريب والبعيد من أهل الوبر والمدر. من نزل بأعتابها نسي الأوطان والأصحاب ومن لاذ ببابها أتاه المطالب من كل باب
قد جمعت بين الصورة الملكية والسيرة الملكية وقرنت بين الحكمة الأيمانية والحكومة اليمانية. وهنا أنشدت مخاطبا للصبا والشمال على ما هو دأب أرباب الوجد والحال:
وصلت حمى بهوبال يا نفس فانزلي ... فقد نلت مأمول الفوائد المعول
ويا حبذا ساحاتها نلت إنها ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
تذكرت عهدا بالحمى وبمن به ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وما هو إلا حضرة العزة التي ... تخاطب تاج الهند عند الأماثل
معاذة أهل الفضل من كل حادث ... ملاذة أعيان العلاة الأفاضل
مغيثة أرباب الفواضل والحجى ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
هي البحر جودا فيضها شمل الورى ... وقد نال من معروفها كل سائل
هي الشمس إفضالا يعم نوالها ... جميع الرعايا من صنوف القبائل
أفادت كرامات بهمتها التي ... لها ليس مثلا عند كل مماثل
أفاضت فيوضا أخجلت جود حاتم ... أسالت إلينا هاطلا بعد هاطل
قفوا أخبرونا من يقوم مقامه ... ومن ذا يرد الآن لهفة سائل
قفوا أخبرونا هل لها من مشابه ... قفوا أخبرونا هل لها من مشاكل
فما هي إلا رحمة مستطابة ... تعم البرايا من غني وعائل
أدام لها رب البرايا مكارما ... تقصر عنها لك حاف وناعل
وزاد لها الإقبال إقبال عزة ... وكان لها عونا لدى كل نازل
أعني بها ملكية العالم أهل بيتي نواب شاهجان بيكم طابت أيامها ولياليها ونامت عيون الدواهي عن معاليها.
هذا والله أسأل أن يصعد هذا الكتاب ذروة القبول ويجعله خالصا لذاته الكريمة وينفع به أهل العلم
1 / 19