واستكتمني، فلمّا قلت له: لا بدّ من إعلام مولاتي، ضربني بالمقارع، وشجّني؛ فمنعتني بنت عمّي من دخول الدار، وحالت بيني وبين ما فيها، فلم أر الأمر يصلح إلاّ بأن طلقت المرأة التي تزوّجتها، فصلح أمري مع ابنة عمّي وسمّت الغلام، " النّاصح "، فلم يتهيّأ لي أن أكلّمه، فقلت: أعتقه وأستريح، لعلّه أن يمضي عنّي؛ فأعتقته، فلزمني؛ قال: الآن وجب حقّك عليّ؛ ثمّ إنّه أراد الحجّ، فجهّزته وزوّدته، وخرج، فغاب عليّ عشرين يومًا، ثمّ رجع، فقلت له: لم رجعت؟ قال: قطع الطريق، وفكّرت، فإذا الله تعالى يقول: ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا﴾ [٣ سورة آل عمران / الآية: ٩٧] . وكنت غير مستطيع، وفكرت، فإذا حقك عليّ أوجب، فرجعت؛ ثم أراد الغزو، فجهزته، فشخص، فلمّا غاب عني بعت كل ما أملكه بالبصرة من عقارٍ وغيره، وخرجت عنها خوفًا أن يرجع.
١٦٢ - وسئل أبو العيناء عن حماد بن زيدٍ بن درهم، وحمّاد بن سلمة بن دينار، فقال: بينهما في القدر ما بين أبويهما في الصرف.
١٦٣ - وشكى بعض الوزراء كثرة الأشغال، فقال أبو العيناء: لا أراني الله يوم فراغك.
١٦٤ - وشكى أبو العيناء إلى عبيد الله بن سليمان تأخّر رزقه، فقال: ألم نكن كتبنا لك إلى فلانٍ، فما فعل في أمرك؟ قال: جرّني
1 / 92