عمل بها بعدي إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك؛ فخلعتها ودفعتها إليه.
١٤٤ - شاهد عبيد الله بن محمدٍ الخفّاف لصًّا قد أخذ، وشهد عيه أنّه كان يفشّ الأقفال في الدور اللطاف، فإذا دخل، حفر في الدار حفرةً لطيفةً كأنّها بئر النرد، وطرح فيها جوزاتٍ كأنّه يلاعب إنسانًا، وأخرج منديلًا فيه نحو مئتي جوزةً، فتركه إلى جانبها، ثم يكور جميع ما يطيق حمله، فإن لم يفطن به خرج، وإن جاء صاحب الدار ترك القماش وأفلت، وإن كان صاحب الدار جلدًا، فواثبه، وصاح: اللصوص ﴿واجتمع الجيران، أقبل عليه، وقال: ما أبردك﴾ أنا أقامرك بالجوز منذ شهور، قد أفقرتني وأخذت كل ما أملكه، لأفضحنّك بين جيرانك، لمّا قمرتك الآن تصيح ﴿يا غثّ﴾ يا بارد ﴿بيني وبينك دار القمار، قل قد ضغوت حتى أخرج﴾ فيقول الجيران: إنّما يريد أن لا يفضح نفسه بالقمار، فقد ادعي على ذا اللصوصية؛ فيحولون بينهما، ويخرجون اللص.
١٤٥ - دخل لصٌ بيت قوم، فلم يجد فيه شيئًا، فكتب على الحائط: " عزّ علي فقركم وغناي ".
1 / 86