بين يدي جعفر بن القاسم، وجعفر يأكل على مائدةٍ أخرى مع قومٍ، وكانت الصحفة ترفع من بين يدي جعفر فتوضع [بين] يديّ الجمّاز ومن معه، فربّما جاء قليل وربما لم يجيء شيءٌ، فقال الجمّاز: أصلح الله الأمير، ما نحن اليوم إلا عصبةٌ، ربّما فضل لنا بعض المال، وربّما أخذه أهل السهام ولا يبقى لنا شيءٌ.
١٤١ - قال يموت: وكان أبي والجمّاز يمشيان، وأنا خلفهما، فمررنا بإمام وهو ينتظر من يمرّ عليه فيصلي معه، فلمّا رآنا أقام الصلاة مبادرًا، فقال له الجمّاز: دع عنك هذا، فإنّ رسول الله [ﷺ] نهى أن يتلقّى الجلب.
١٤٢ - قال عافية بن شبيبٍ: لما دخل الجمّاز على المتوكل، قال له: تكلّم، فإنّي أريد أن أستبرئك؛ فقال: له الجمّاز: بحيضةٍ أو حيضتين؟ فضحك الجماعة. فقال له الفتح [بن خاقان]: قد كلّمت أمير المؤمنين فيك حتى ولاّك جزيرة القرود؛ فقال الجمّاز: أفلست في السمع والطاعة أصلحك الله؟ فحصر الفتح وسكت، فأمر له المتوكل بعشرة آلاف درهم، فأخذها وانحدر، فمات فرحًا بها.
١٤٣ - قال أحمد بن المعدل: كنت جالسًا عند
1 / 84