له أبوه: ضيّعت العقل من حيث حفظت الشجاعة.
١٣٤ - قال عمارة بن عقيل: قال ابن أبي حفصة الشاعر: أعلمت أنّ أمير المؤمنين ﴿يعني: المأمون - لا يبصر الشعر؟ فقلت: من ذا يكون أفرس منه؟ والله إنّا لننشد أوّل البيت فيسبق إلى آخره من غير أن يكون سمعه؛ قال: إنّي أنشدته بيتًا أجدت فيه، فلم أره تحرك له، وهذا البيت فاسمعه:
(أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلًا ... بالدّين والنّاس بالدّنيا مشاغيل)
فقلت له: ما زدت أن جعلته عجوزًا في محرابها في يدها سبحةٌ، فمن يقوم بأمر الدّنيا إذا كان مشغولًا عنها وهو المطرق لها؟ ألا قلت كما قال عمّك جريرٌ لعبد العزيز بن الوليد:
(فلا هو في الدنيا مضيعٌ نصيبه ... ولا عرضٌ الدنيا عن الدين شاغله)
١٣٥ - بلغنا عن الرّشيد أنّه كان في داره حزمةٌ خيزران، فقال لوزيره الفضل بن الرّبيع: ما هذه؟ فقال: عروق الرماح يا أمير المؤمنين؛ ولم يرد أن يقول: الخيزران لموافقته اسم أم الرّشيد.
١٣٦ - قيل للحسن بن سهل، وقد كثر عطاؤه على اختلال حاله: ليس في السرف خيرٌ؛ فقال: ليس في الخير سرفٌ.
١٣٧ - رأى الفتح بن خاقان شيئًا في لحية المتوكل، فنادى: يا غلام﴾ مرآة أمير المؤمنين؛ فجيء بها، فقابل بها وجهه حتى أخذ ذلك الشيء بيده.
١٣٨ - قال الحسن بن علي بن مقلة: كان أبو علي ابن مقلة
1 / 82