============================================================
قال: الإرث: أصل الكتابة(1) وبقية منها بعد امحاء. وأنشد أيضا: [المتقارب] وأشعث في الدار ذي لمة لدى إرث حوض نفاه الأتي(2) يعني بقية حوض، قد بقي أصله بعد أهله. وقال آخر: [الطويل] عفا غير إرث من رماد كأنه حمام بألباد القطار جثوم ارث من رماد: بقية من رماد، بقي من آثار الدار.
والميراث أخذ من ذلك . يقال للميراث "إرث" أيضا، لأنه بقية من سلف على خلف، قد بقي بعد موتهم، فسمي ما يبقى بعدهم "إرثا" و"ميراثا"، وقيل لمن يحوزه(4) "وارث".
و في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام "أنت أخي وارثي. قال: ما إرثك يا رسول الله؟ قال: ما أورثت الأنبياء قبلي؛ كتاب اله وسنتي". فلم يعن صلى الله عليه أنه حاز الكتاب والسنة دون الأمة(5)، ولكنه كان وارث علم الكتاب وعلم السنة، فكأنه وارث الكتاب والسنة. وفي الحديث العلماء ورية الأنبياء"(6)، كأن العلم هو بقية من الأنبياء، وكذلك الكتاب والسنة هو البقية التي تركها النبي صلى الله عليه وآله من بعده. ومن أجل ذلك سمت اليهود التوراة "أوريثا"، يعنون أنه الكتاب(17) الذي ورثوه عن موسى عليه السلام.
فقيل لله عز وجل "وارث" لأنه يبقى بعد فناء الخلائق، الذين ملكوا الممالك، فلا يكون مالك غيره، والخلائق وإن كانوا وما يملكون في هذه الدنيا في ملكه، فإنه عز وجل وهب لهم ممالك(8) الدنيا لغناه عنها ، فإذا بادوا وهلكوا (1) في م: الكتاب.
(2) لأبي ذؤيب في أشعار الهذليين بشرح السكري ص 100 .
(3) لساعدة بن جؤية في أشعار الهذليين بشرح السكري ص 1157.
(4) في م : يحويه وارث.
(5) في ب: الأمم.
(6) صحيح البخاري : باب العلم قبل القول والعمل.
(7) الكتاب: سقطت من ب.
(8) هكذا في م وأخواتها، وفي ب : مما في الدنيا.
পৃষ্ঠা ২৫১