253

============================================================

ولكنكم كنتم لا تعلمون) [الروم: 56]. وقال أبو عبيدة في قوله عز وجل (بعثناهم) [الكهف: 12]، أي أحييناهم (1)، ويوم البعث : يوم الحياة.

ويكون الباعث أيضا مأخوذا من "بعث" الأنبياء والرسل إلى الناس، أي أأرهم من بينهم بالرسالة، وأنهضهم لذلك، كأنهم كانوا ساكنين بين التاس، فلما أوحي إليهم ثاروا من بينهم، فكأن الله قد أثارهم. قال الله عز وجل (فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) [البقرة: 213]، أي أثارهم من بين القبائل والشعوب بعد أن لم يعرفوا قبل ذلك بشيء منه . والمعنيان جميعا صحيحان جائزان في صفة اله عز وجل، لأنه باعث الأنبياء والرسل عليهم السلام، لا باعث غيره. وهوا باعث الخلائق من قبورهم يوم البعث، لا باعث غيره. تبارك الله الباعث.

[34] الوارث ومن صفاته "الوارث". قال الله عز وجل (وكنا نحن الوارثين [القصص : 58]. والوراث مشتق من الإرث. وإرث كل شيء أصله وبقيته. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه "اثبتوا على مشاعركم فإنكم على إرث أبيكم إبراهيم علي السلام"(2) . يعني على أصله وعلى بقية شرف منه. قال الشاعر: [البسيط] في إرث عادية عزا ومكرمة فيها من الله صنع غير ذي خلل ار عادية: يعني بقية عز وشرفي لقوم قد درجوا، فبقي ذلك في أعقابهم وقال الهذلي(4): [المتقارب] فينظر في صحف كالرياط فيهن إرث كتاب محي(5) (1) أبو عبيدة: مجاز القرآن 397/1.

(2) سنن الترمذي (884) ، سنن ابن ماجة (3011) .

(3) ديوان الحطيثة بشرح السكري ص 48، وطبعة نعمان ص 75، ودار الجيل ص 162 .

(4) أضافت م: هو أبو ذؤيب.

(5) لأبي ذؤيب في أشعار الهذليين بشرح السكري ص 99 .

পৃষ্ঠা ২৫০