============================================================
الحسن بن بابويه(1) في "تاريخ الري" وقال: كان من أهل الفضل والأدب والمعرفة بالغة، وسمع الحديث كثيرا، وله تصانيف، ثم أظهر القول بالإلحاد، وصار من دعاة الإسماعيلية، وأضل جماعة من الأكابر، ومات في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة" (2).
وبمعزل عن تهمة الإلحاد، فعلا تبدو هذه الترجمة دقيقة إلى حد ما . فلنقارن المعلومات التي تنطوي عليها بالمعلومات المستمدة من المصادر الأخرى، بدءا من الاسم، فاللقب، فالنشاط الثقافي الذي بدأه باللغة والأدب والحديث، وصولا الى أخريات حياته، حين اعتنق المذهب الإسماعيلي، و"أضل جماعة من الأكابر" كما يقول نص الترجمة.
تتفق صيغة اسمه، كما يوردها ابن حجر، مع صيخة اسمه في مخطوطات كتبه. لكن لقبه الأشهر، أعني "الرازي"، يختفي عن هذه الترجمة. ولكن ما دام النص منقولا عن كتاب عن "تاريخ الري"، فلا بد أن المترجم له فيه هو "أبو حاتم الرازي". وهنا ينبغي لنا منذ البداية أن نميز بين أبي حاتم الرازي الداعية ال الإسماعيلي، وشخصين آخرين يشتركان معه في الكنية واللقب، هما أولا: أبو حاتم الرازي، محمد بن إدريس الحنظلي، المتوفى سنة 277 ، الذي كان محدثا وصفه الذهبي بأنه في علم الحديث "من نظراء البخاري ومن طبقته، ولكنه ععر بعده أزيد من عشرين عاما"(3). ولما كان سعد بن عبد الله القمي الأشعري،ا مؤلف كتاب "المقالات والفرق"، المتوفى سنة 301، قد درس الحديث على أبي حاتم الرازي المحدث هذا ، على ما تذكره المصادر الإمامية(4)، وكانت هناك (1) في الأصل: ابن بانويه . والمقصود هو أبو الحسن علي بن عبيد الله منتجب الدين بن بابويه القمي الرازي، الذي تذكر المصادر الحديثة أنه توفي بعد سنة 585، ولكن ذكر ابن الفوطي أه عاش حتى سنة 600. انظر : ابن الفوطي : مجمع الآداب في معجم الألقاب 513/5 .
وله أيضا فهرست ممائل لفهرست ابن شهراشوب، طبع مؤخرا. ولم يعثر على كتاب "تاريخ الري" المذكور.
(2) لسان الميزان 448/1 .
(3) الذهبي : سير أعلام النبلاء 321/9، وانظر في ترجمته أيضا : تاريخ بغداد (ط دار الغرب) 414/2، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 418/1، معالم العلماء لابن شهراشوب ص 93 .
(4) انظر مثلا : النجاشي ص 177 .
পৃষ্ঠা ৯