ইউটুবিয়া: খুব সংক্ষিপ্ত পরিচিতি
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
ونظرت في أرجاء تلك الأرض، ورأيت نهرا يتدفق فيه اللبن والعسل، وكانت هناك أشجار مزروعة على ضفة هذا النهر، مزدانة بالثمار؛ كل شجرة تثمر اثني عشر نوعا من الفاكهة في العام، فترى الواحدة تحمل ثمارا شتى ومتنوعة. وشاهدت المخلوقات الموجودة في هذا المكان وكل صنع الرب، وشاهدت هناك نخلا يبلغ طوله عشرين ذراعا، وشاهدت آخر يرتفع لعشر أذرع، وكانت الأرض تلمع ببريق يفوق الفضة سبع مرات. وكانت هناك أشجار حافلة بالثمار من جذورها حتى أعلى فروعها، وعشرة آلاف نخلة مثمرة تحمل فوقها عشرة آلاف ثمرة. وعدد كرمات العنب تبلغ عشرة آلاف، وفي كل كرمة عشرة آلاف عنقود، ويحمل كل عنقود ألف حبة عنب، وكل شجرة تحمل ألف ثمرة.
أما الجحيم، فكان رهيبا:
ورأيت هناك نهرا يغلي ماؤه وتتصاعد منه ألسنة اللهب، مغموسا فيه حشد من الرجال والنساء حتى ركبهم، وزمرة من الرجال حتى سراتهم، وآخرون حتى شفاههم، وآخرون حتى شعورهم ... ورأيت صوب الشمال مكانا تنزل فيه شتى صنوف العذاب على الرجال والنساء، ونهرا من النار يجري فيه.
وكانت نسخة القديس أوغسطين (354-430) المنقحة الخاصة بتصوير الفردوس والجحيم بوصفهما «مدينة الرب ومدينة الأرض» بالغة التأثير أيضا. قسم أوغسطين الأرواح، الحية منها أو الميتة، إلى الملعونين - وهم الأغلبية العظمى - والمختارين أو المنقذين. وبين الأحياء، يعلم الرب وحده إن كان أحدهم ينتمي لمدينة الرب أو مدينة الأرض، ويستحيل على الفرد أو أي شخص آخر أن يعرف ذلك؛ ومن ثم في حين يمكن أن توجد ديستوبيا في هذا العالم، فإنه لا يمكن أن توجد يوتوبيا.
إلا أن نسخة الجحيم التي تغلغلت في خيال الناس كانت النسخة التي صورها دانتي (1265-1321) في «الجحيم»، وهو الجزء الأول من عمله «الكوميديا الإلهية»، بما ضمته من تسلسل درجات المذنبين المنزل بهم شتى صنوف العذاب. وأكثر الصور شيوعا هي صورة النار، المصورة في عمل دانتي، رغم أن الدائرة الداخلية التي يعلوها الشيطان الموجودة في وسط الجحيم الأعمق مجمدة في الواقع.
ورغم أنه في المسيحية يمكن أن يحدث المجيء الثاني للمسيح في أي وقت، فمن المستحيل معرفة توقيت حدوث ذلك، ولا يستطيع أي شخص التأكد إن كان من بين الناجين أم لا. أجريت حسابات كثيرة حول التاريخ الذي سيحدث فيه ذلك، وكانت هناك مقترحات بشأن كيفية تحقيقه، لكن بمرور الوقت خبا ترقب غالبية المسيحيين، وليس كلهم، لهذا الأمر. وكان هذا الموقف غير مقبول، فلم يسع البشر الإيمان بأن الحياة لا يمكن تحسينها، وتساءلوا عن الشكل الذي ستكون عليه الحياة الأفضل وكيفية بلوغها.
اجتمعت الكتابات عن نهاية العالم والحكم الألفي للمسيح لدى يواكيم الفلوري (1135 تقريبا-1202)، الذي أثر - على نحو مباشر أو غير مباشر - على أجيال من الكتاب اللاحقين عليه. تنبأ يواكيم أنه سيأتي عصر ثالث لم يحن بعد، وفيه ستقوم حالة روحية جديدة من الوجود بتغيير المؤسسات الاجتماعية والسياسية القائمة، بما فيها الكنيسة، وسيكون الأمر أشبه باليوتوبيا.
إن العناصر اليوتوبية في كتابات يواكيم وفي فكر أغلب أتباعه - على اختلافهم - كانت صورة غامضة بوجه عام لفكرة الحكم الألفي للمسيح، رغم أنه كان هناك الكثير من الطوائف المنشقة في الحقبة ذاتها تقريبا، التي كانت لها مفاهيم مختلفة عما ستكون عليه الحياة في ظل هذا الحكم، لكن لم تتضح معالم الحياة في ظل هذا الحكم إلا في عهد حركة الإصلاح الراديكالية؛ إذ قدم - على سبيل المثال - عمل ماري كاري «سقوط وهلاك القرن الصغير» (1651) وصفا تفصيليا لليوتوبيا التي ستسود في تلك الفترة. ثم تطورت وازدهرت العناصر الراديكالية الكامنة في المسيحية، وداعبت الكثير من اليوتوبيات المخيلات وجرى تطبيقها على أرض الواقع. (5) علم اللاهوت المسيحي الحديث
ذهب كريشان كومار في عمله «الدين واليوتوبيا» إلى وجود تناقض عميق بين الدين المسيحي واليوتوبيا؛ فاليوتوبيا تنتمي لهذا العالم، والدين بالنسبة لكثيرين معني في الأساس بالحياة الآخرة؛ ومن ثم فاليوتوبيا ضرب من الهرطقة. فعلى سبيل المثال، كتب توماس مولنار، الفيلسوف المجري-الأمريكي الكاثوليكي (المولود عام 1921) يقول: «الفكر اليوتوبي في حد ذاته شر.»
الحجة الدينية المناهضة لليوتوبية أبسط كثيرا من الحجة المؤيدة لها؛ لأنها مبنية على الافتراض الشائع بأن اليوتوبية تقوم في الأساس على رفض الخطيئة الأصلية. اعتاد عالم اللاهوت رينهولد نيبور (1892-1971) مهاجمة ما أطلق عليه «الأوهام اليوتوبية والضلالات العاطفية للثقافة الليبرالية الحديثة المستمدة كلها في الواقع من الخطأ الأساسي المتمثل في إنكار الخطيئة الأصلية.» خالف آدم وحواء أمر الرب وعوقبا بالطرد من جنة عدن إلى حياة من النصب والألم والخوف والموت. وأي اعتقاد بأن تلك العقوبات يمكن أن يتغلب عليها من خلال فعل الإنسان من المؤكد أنه ضرب من الهرطقة.
অজানা পৃষ্ঠা