============================================================
الباب الرابع في القناعة والتواضع اخواني : ثم التمست بابأ عظيم الشأن، يغلق عن فتن الدنيا وشرورها، ويفتح عن الآخرة وبركاتها فوجدته في القناعة والتواضع . وهما ضد المكائرة والكبر. وذلك أن العبد إذا رضي بالتواضع في الدنيا، فقد تعجل نفي الكبر عن قلبه فلم يأسف على الرفعة والعلو، فسلم من فتن الدنيا، وعظيم آيثامها، وهو بتواضعه مغتبط في العاجل، وجيه عند الله. وكذلك إذا قنع العبد بالبلغة لم يتكالب على التكائر مطالبة الكلاب على الجيفة، فهو راضى البال في دنياه، قليل الآثام في دينه . راضي باليسير من الرزق، ورضي الله عنه باليسير من العمل، فتعجل بالقناعة راحة العاجل، وسعد برحمة الله في الآجل: وجوب القناعة وترك الفضول : اخواننا: الا فراقبوا الله عز وجل إخواني، وأقتعوا بما أجزأ وكفى ودعوا الفضول في الذي لا فقر بكم إليه. فإنه بلغنا أن فضول الدنيا عند الله تعالى رجس . ويؤق بالدنيا يوم القيامة فيقال : ميزوا منها ما كان لله واقذفوا بسائرها في النار. وبلغنا أن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى(1)، وما أدى إلى (1) حديث "الدنيا ملعونة : أخرجه الترمذي في سننه، الباب 14 من كتاب الزهد . وابن ماجه في سننه، الباب 3 من كتاب الزهد. والدارمي في مسنده، الباب 6 من المقدمة وقال الترمذي : حن صحيح" . انظر ايضا: (الإحياء 11/1)
পৃষ্ঠা ৯৪