============================================================
الأمة، وألتمس المنهاج الواضح، والسبيل القاصد، وأطلب من العلم والعمل، وأستدل على طريق الآخرة بارشاد العلماء، وعقلت كثيرأ من كلام الله عز وجل بتأويل الفقهاء، وتدبرت أحوال الأمة ونظرت في مذاهبها وأقاويله(1)، فعلقت من ذلك ما قدر لي، ورأيت إختلافهم بحرا عميقا غرق فيه ناس كثير، وسلم منه عصابة قليلة .
ورأيت كل صنف منهم يزعم أن النجاة لمن (2) تبعهم، وأن المهالك لمن(3) خالفهم ثم رأيت الناس أصنافا. فمنهم : العالم بأمر الآخرة(4)، لقاؤه عسير، ووجوده عزيز . ومنهم الجاهل، فالبعد منه عنيمة ومنهم المتشبه بالعلماء، مشغوف بدنياه، مؤثر لها. ومنهم حامل علم منسوب إلى الدين، ملتمس بعلمه التعظيم والعلو، ينال بالدين من عرض الدنيا. ومنهم حامل علم لا يعلم تأويل ما حل. ومتهم متشبه بالنساء(5)، متحر للخين، لا غناء عنده، ولا نفاذ لعلمه(1)، ولا متعمد على رأيه (7). ومنهم مسوب إلى العقل والدهاء، مفقود الورع والتقي. ومنهم متوادون، على الهواء واقفون وللدنيا يذلون، ورثاستها المؤلف، حيث رمى المسلمون بعضهم بعضأ بالكفر رميأ صريحا (1) وهذا منهج آخر من مناهج علياء السلف رضي الله عنهم، لا يقرورن من العلم إلا ما عرضوه على الشريعة السمحة، ولا يانفون من طلب العلم على غيرهم من العلياء والفقهاء، ولا يقدمون اللناس من مسائل الوعظ إلا ما كان بعد فحص عن مواطن البداء، وعناية بما بحسم أمراض القلوب والتفوس: (3،2) في الأصل : " من والإضافة لتوضيح المعنى: (4) العالم بأمر الآخرة هو: من يعد نفسه في الدنيا لثواب الآخرة، ومنهم من رقي بعلمه، فلم يعد نفسه به لثواب الآخرة، بل للقرب من مولاه، والحظوة بالحياة الهاتثة في ظلال المعرفة الالهية (5) النساك: العابد (9) اي : لا ينفذ علمه إلى قلوب السامعين.
(7) قد يكون هذا النوع خطيرا في مسألة العقيدة إذا تصدر للارشاد الصوفي، لأن قيادة الروح عمل بالغ الدقة وقد يتحرف بها غير العارف بسلوكها، فيوقع صاحبها في بحر من الخزعبلات، أو يهوي بها في حضيض التشبيه او التعطيل أو الإلحاد
পৃষ্ঠা ৬০