158

============================================================

وقد يحسب قوم إذا بذلوا من الشبهات في سبيل الله أنهم يحسنون في بذلهم، ونسوا الذي غمضوا كثيرأ، وقد خلطوا الا فلا تجهلوا، واسألوا الله العفو من التقلب في الشبهات، وكونوا على وجل ألا يقبل الله ما بذلتم للتخليط الذي كان فيه، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. وبلغنا أن بعض الصحابة قال : "إذا طاب المكتسب زكي العمل، وسترد فتعلم ذلك".

قال بعض أهل العلم : "لأن تدع درهما واحدا مخافة ألا يكون حلالا ، خير من أن تتصدق بألف دينار من شبهة لا تدري اتحل لك أم لا .

وبعد : فإن إستقضى الله حسناتكم ليأتين عليكم، ولتعلمن أن ترك الفضول كسان أسلم لكم من بذل التخاليط والشبهات، وعن قريب يكون الورود، فيا سرور المخفين يوم الحساب، وحزن طويل لأهل التكائر .

فإشكروا الله على ما ألهم من البذل، ووقي من البخل ولولا ذلك لكانت المسالة أضعافا، وكانت المصيبة أعظم، فله المن بذلك .

فهذا فضل ما بين رجلين، أحدهما مغموم بما ينال من الشبهات ويتخلى عنها(1) ويخاف الا تقيل منه، وأمنيته التخلص من الشبهات الممزوجة بالسحت، وعساه الذي يبعث من قبره أنتن من الجيفة وما يشعر(2)، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

الحرم، وجدل الجهلاء حول كثير من المحرمات شاهد على ذلك نسعه كثيرا بين الحين والحين: (1) في الأصل: منها تصحيف (2) في الأصل : وما يشمرون خطا

পৃষ্ঠা ১৫৮