157

============================================================

الباب الحادي والثلاثون في بذل الشبهات للتطهر من التخاليط اخواني : وإذا بذل الناس من الشبهات في سبيل الخير قرضا على الله سبحانه وتعالى، الا فأريدوا بما تبذلون من الشبهات أن تتطهروا من التخاليط في مكاسبكم، عسى بقية المال تطيب قليلا.

وبعد: فكونوا وجلين من عواقبها قبل يوم الحساب، فإنا بلغنا أن بعض أهل العلم قال : "يبعث الله عز وجل يوم القيامة قوما من قبورهم آنتن من الجيفة، وهم الذين يتلذذون في الدنيا بفضول أموالهم من الشبهات وبلغنا أن رسول الله قال : " من احتوى على الشبهات أوشك أن يقع في الحرام "(1) وبلغنا عن بعض أهل العلم قال : " أعلم الخلق بالحلال إبليس، فكذلك زين الحرام لأهله، وأدخل على أهل الحلال الشبهات (2) .

(1) حديث من احتوى على الشبهات سبق تخريجه، وهو جزه من حديث : و الحلال بين والحرام (2) كان بعض العباد يتحرى الحلال الخالص، فلم يهتد إليه إلا في صيد البحر فعاش عليه حيات وهذه مبالغة لا يستطيعها احد . والواجب تحري الحلال في المال بالاخلاص في العمل الذي يتقاضى عليه الانسان اجرا، والا يستاجر اجيرا قبل أن يعرفه الأجر والعمل ، ويتحاشى الربا الخفي والجلي . وأدق من هذا ألا يأخذ حقا من بائس محتاج، إن كان يمكنه الاستغناء عنه .

اما الشيطان فانه يلهم المتحرف حججا واهية، وجدلا في الحق لتبرير العل المشتبه فيه أوح

পৃষ্ঠা ১৫৭