2. العبث فالظلم هو النوع الأول من الأفعال التي يتنزه الله تعالى عنها. والنوع الثاني من الأفعال التي يتنزه الله سبحانه عنها هو العبث؛ فالله تعالى لا يعبث.
والعبث هو الفعل الخالي من الغرض والمصلحة، فالله تعالى لا يفعل الفعل بغير نفع يعود إلى خلقه. فكل فعل نراه في هذا الوجود له نفع عظيم، سواء أدركنا هذا النفع أم لم ندركه.
وقلنا إن النفع عائد إلى الخلق، لأن الفعل لا بد فيه من نفع؛ فإما يكون لله أو للخلق. وقد علمنا أن الله تعالى غني عن كل نفع؛ فلا بد إذا من أن يعود النفع إلى الخلق.
تعظيم من لا يستحق التعظيم
ومن العبث الذي ننفيه عنه تعالى تعظيم من لا يستحق التعظيم؛ لأن لا نفع فيه. وهذه المسألة لها ذيول سيتم ذكرها، إن شاء الله تعالى، في الجزء الثاني من البحث، عند الحديث عن الثواب والعقاب.
الأمر بما لا نفع فيه
ومن العبث أيضا أن يأمرنا الله تعالى بأمر لا نفع فيه. ولهذه المسألة أهمية كبرى في نظرتنا إلى الأوامر والنواهي الصادرة عن الله جل جلاله؛ فعلينا أن نوقن بأنه تعالى لا يأمرنا إلا بما فيه صلاحنا. وعدم علمنا بوجه الصلاح في ما نقطع بأن الله يريده منا، ينبغي أن لا يكون سببا لنفي الصلاح فيها.
3. الكذب
والله سبحانه وتعالى لا يكذب. فكل ما أخبرنا عن وقوعه في كتابه صدق لا كذب فيه. وذلك نحو أخبار الملائكة، والجن، والمعجزات، والأنبياء السابقين، وأحوال ما بعد الموت، ونحو ذلك.
وكل ما أخبرنا الله تعالى أنه سيقع، فهو سيقع لا ريب في ذلك. وذلك نحو وعد الله تعالى للمؤمنين من نعيم الجنة فهو واقع لا محالة؛ وكل ما أوعده الله تعالى للفجار، والكفار، والفساق، من العذاب الأبدي واقع لا محالة. وقد ظن البعض أنه يجوز على الله تعالى أن يكذب في أمر الوعيد والعذاب؛ فيهدد العصاة بالعذاب وبعدم المغفرة، ثم يثيبهم يوم القيامة، ويغفر لهم. والحق إنه تعالى لا يكذب ؛ لا في وعده، ولا في وعيده.
পৃষ্ঠা ৭৩