الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

পৃষ্ঠা ২

AUTO المقدمة

| AUTO المقدمة

البحث الذي بين أيدينا يمثل الجزء الأول من عرض لأصول دين الإسلام(1). هذا الجزء سيضم مبحث معرفة صفات الله تبارك وتعالى بالقدر الممكن. وهذا الجزء يعد الأساس للجزء الثاني، الذي سيتعرض للمباحث المتعلقة بالنبوة والإمامة، والأسماء والأحكام، واليوم الآخر وما يتعلق بها من فروع؛ كما إنه الأهم لأنه يتناول معرفة صفات الله تعالى وهو أهم موضوع معرفي على الاطلاق.

পৃষ্ঠা ৩

والعرض الذي سأقدمه بحول الله تعالى في الجزأين يعد عرضا أوليا لأصول الدين، ولكنه ليس أوليا بمعنى أنه يعرض بعض المسائل الأصولية فحسب دون غيرها(2) إنما هو أولي بمعنى أنه يهدف إلى عرض جميع المسائل الأصولية التي يجب معرفتها، من دون الخوض المفصل في الأدلة والبراهين، وفي الأقوال والردود عليها. فلم أسع إلى التمييز بين المسائل نفسها بجعل بعضها للمستوى الأول من عرض الأصول، والبعض الآخر للمستوى الثاني والآخر للمستوى الثالث ونحو ذلك، بل سعيت إلى عرضها جميعا بحيث تكون عناصر المستوى الأول هي عينها عناصر المستوى الثاني(1)، ويكون الفرق بين المستويين هو فقط في نوع وكم الأدلة المذكورة من جهة، ومن جهة أخرى في ذكر الأقوال المخالفة من شبهات أو اختلافات، والرد عليها أو التعليق بما هو مناسب.

ذلك أن الهدف من هذا العرض هو تعريف المسلم المثقف بالقضايا الأصولية، وبيان الرأي المختار فيها، مع الدليل المختصر ليكون على بينة من أمره فيما يخص علاقته بالله جل جلاله، وليس مناسبا، والهدف هذا، أن تختصر القضايا التي يتم عرضها، بل ينبغي لذلك وضع مرجع صغير في حجمه، شامل في موضوعاته، وافيا في بيانه. وهذا ما سعيت إليه؛ فأسأله تعالى أن أكون قد حققت بعض هذا الهدف في هذه الصفحات. فإن كان ذلك، فهو بما سهل الله وأيد بألطافه التي لا تحصى، وإن لم يكن ذلك فهو بما فرطت في حقه تعالى، وبما قصرت في البحث والتدقيق، والله هو المرجو أولا وآخرا لقبول هذا العمل.

পৃষ্ঠা ৪

وقد تعمدت كما سيلاحظ القارئ إلى أن أتوسع في إيراد الآيات المتشابهة(1)، وبيان التفسير الصحيح لها، ولم اكتف بذكر بعضها فحسب، تاركا البعض الآخر لنباهة القارئ وفهمه، أو لهمته في تحصيل معاني ما بقي، أو لإعماله ما قيل فيما لم يقل. فكثير من الكتب ربما لم تتوسع في إيراد الآيات المتشابهة من باب أن الاعتقاد الصحيح قد وضح؛ وأن بيان بعض الآيات المتشابهة التي يجب أن لا يساء فهمها قد تم؛ وأن كاتبها قد أمن على القارئ من فهم بعض الآيات الأخرى فهما خاطئا؛ من حيث أنه أمن عليه من العقائد الخاطئة كعقيدة الجبر والتشبيه؛ فإذا رأى القارئ آية توهم أحد هذين المعنيين وقد علم أنهما لا يليقان بالله تعالى، وقد علم أن في القرآن متشابها فلن يسيء فهم الآية، حتى وإن لم يعرف التأويل الصحيح لها. فإذا أراد القارئ معرفة التأويل الصحيح فعليه البحث بنفسه في كتب التفسير. ولكن بما أن الغرض هنا هو طرح جميع المسائل الأصولية، فلا بد من ذكر جميع الآيات المرتبطة بالعقيدة ارتباطا مباشرا؛ والله حسبي ونعم الوكيل.

وقد كان أمامي في بيان الآيات طريقان:

الطريق الأول: أن أذكر الآية المتشابهة مع المسألة التي تتعلق بها؛ فأذكر آيات الرؤية في باب نفي الرؤية، وآيات الضلال في باب نفي فعل الله للقبيح ونحو ذلك.

الطريق الثاني: أن اكتفي في الباب بعرض المسألة، وأترك الآيات المتشابهة في قسم خاص أرتبها بحسب موضوعاتها. وهذا ما آثرته لأمور ثلاثة:

كثرة الآيات المتشابهة.

ثم إن الغرض من وضعها رفع شبهة تنشأ من سوء فهمها.

وأخيرا ليكون ذلك القسم مرجعا صغيرا وسهلا، يصل القارئ من خلاله إلى أكثر الآيات التي أسيء تفسيرها.

AUTO المراد بأصول الدين ويحسن هنا تبيين المراد ب " أصول دين الإسلام" أو "أصول الدين" اختصارا

| AUTO المراد بأصول الدين ويحسن هنا تبيين المراد ب " أصول دين الإسلام" أو "أصول الدين" اختصارا

পৃষ্ঠা ৫

والفرق الأساسي بين ما هي أصول الدين من جهة؛ وبين ما هي فروع الدين من جهة أخرى.

أصول الدين تمثل مجموعة من العلوم التي تعطي الفرد تفسيرا للواقع الموجود، ومن ثم تحدد له هدفا من الحياة، مستخلصا من هذا الواقع، ومبنيا عليه. ولذلك ممكن أن نقسمها إلى نوعين من المسائل:

1. مسائل تكشف الواقع الذي نعيشه كما هو؛ فنعرف أننا من الله وإلى الله: فنعرف أن الله تعالى هو خالقنا وبارئنا، ومصيرنا إليه؛ ونعرف أن هذه الحياة ما هي إلا مرحلة قصيرة جدا من مراحل حياتنا، بعدها سننتقل إلى دار أخرى، لنحيا في نعيم مقيم، أو في عذاب دائم؛ نسأله الرحمة والسلامة. نعرف أنه تعالى لم يترك خلقه هملا، فهو يرسل الرسل، ويوظف الملائكة، ويدبر الأمور في هذا الكون. نعرف ما هي صفات هذا الخالق؛ فنعرف أنه تعالى قادر عالم حي، واحد أحد، عدل حكيم، ليس كمثله شيء.

نعرف موقعنا من الله تعالى؛ فنعرف أننا متعلقون به وجودا وبقاء، وأننا ضمن قدرته وعلمه، لا نعجزه، ولا نفوته، ولا نهرب من ملكه، ولا يخفى عليه أمر من أمورنا.

2. فإذا عرفنا ذلك فإننا سنخرج بنتيجة مفادها أن الواجب علينا هو الإقرار بذلك، والخضوع له تعالى لقدرته علينا، وشكره لنعمه علينا. كما إن علينا أن نعرفه جل جلاله معرفة تسبيح وتقديس وتحميد.

فالمسائل الأولى بينت لنا الواقع كما هو، والمسائل الثانية حددت لنا الهدف من مسيرنا في هذه الحياة.

أما مسائل فروع الدين، فهي تبين لنا الطريق الذي علينا سلوكه لكي نصل إلى أهدافنا التي حددتها أصول الدين، بحيث ننسجم مع رؤيتنا للحياة. ذلك لأن سلوكنا اليومي يختلف باختلاف الهدف الذي نعيش من أجله. أيضا تبين لنا فروع الدين بعض الضوابط التي علينا الالتزام بها للوصول إلى الهدف المطلوب.

وهذه المسائل الفرعية نعلمها من طريقين:

পৃষ্ঠা ৬