والجبر على المعاصي فيه قبائح عديدة:
فيه إلجاء إلى قبيح؛ وهذا قبيح، لأن الملجأ إلى المعصية يفعل قبيحا، وكذلك من ألجأه إليها يفعل قبيحا.
وفيه تكليف بما لا يطاق؛ لأن الله تعالى قد كلفنا بطاعته، فإذا كلفنا بالطاعة ثم ألجأنا إلى المعصية فهل في وسعنا أن نطيع؟!
وفيه نهي عن أمر فيه إلجاء؛ فذلك لأن الله تعالى نهانا عن المعاصي. فهل يعقل أن ينهانا عنها ثم يلجئنا إليها؟!!
وفيه تعذيب من لا ذنب له؛ لأن الملجأ إلى المعصية لا يصح أن يتحمل نتائج هذه المعصية، فهو لم يعملها باختياره.
وجميعها قبائح لا يتصور صدورها عن الله سبحانه وتعالى.
ويعبر عن هذه المسألة بعبارات عديدة منها:
هل الإنسان مسير أم مخير؟
هل خلق الله أفعالنا؟
هل المعاصي بقضاء الله وقدره؟
وجوابنا عليها جميعا:
إن الإنسان مخير غير مسير.
والله تعالى لم يخلق أفعالنا.
والمعاصي ليست بقضاء الله وقدره؛ أي لم يخلقها الله ولم يدع إليها.
وقد قال أحد الأشاعرة: إن الله تعالى لم يجبر العبد على معصيته أبدا؛ فكل ما عمله الله هو أنه:
خلق الإنسان.
وخلق له القدرة على المعصية.
وخلق له الإرادة التي بها يختار الخير أو الشر.
وخلق له الاختيار للمعصية.
وخلق له المعصية، التي قد خلق الله له اختيارها.
ثم بعد ذلك يعذبه الله تعالى عليها.
فهذا هو فعل الله فحسب؛ وليس في هذا جبر على المعصية، لأن الفعل الذي خلقه الله قد حل بالإنسان؛ وكان الإنسان عندما حل فيه فعل الله تعالى يملك قدرة ويملك إرادة. فلذا لا جبر، ولا ظلم في هذا!!
فتأمل!! ولا أشك في أن قائل هذه المقولة يجد صعوبة بالغة في الاستسلام لها، ولكن هيبة المشايخ كبيرة، واتباع الهوى يعمي ويصم. وسيأتي مزيد على هذا الموضوع في الفصل الذي يتم فيه شرح معنى التكليف.
পৃষ্ঠা ৭২