فالعذاب هو الضرر المحض، الذي ليس فيه أي نفع على الاطلاق. وهذا هو الذي نقول إنه تعالى لا ينزله على من لا يستحقه. أما لو كان ضررا غير محض، فيه خير؛ كدفع ما هو أضر، أو جلب نفع أكبر، فلا يعد عذابا، وبالتالي قد ينزل على من لا يستحقه، وسيأتي الكلام عليه، إن شاء الله، في الكلام على الآلام.
تعذيب أطفال المشركين
ومما يتفرع عن هذه المسألة هو إنه لا يجوز أن يعذب الله سبحانه أطفال المشركين، بذنوب آبائهم، أو بما كانوا سيعملوه لو أنهم عاشوا.
وهذه المسألة لم تكتسب أهميتها إلا لأن فريقا من المسلمين قال بهذا القول. ونسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحاديثا تدل على هذا المعنى. ونحن نقطع بأن كل تلك الأحاديث كذب على رسول الله، أو أنها قد حرفت عن أصلها(1) { ولا يظلم ربك أحدا } (الكهف:49).
تعذيب من التزم بأوامر الله
أيضا يتفرع عنها أنه لا يصح أن يعذب الله من أطاعه والتزم بأمره، لأن ذلك العبد ينال ضررا بغير استحقاق { ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم } (النساء:147).
تعذيب أحد بذنب غيره
أيضا لا يصح أن يعذب الله أحدا بذنب غيره، لأن فيه إنزال ضرر بغير استحقاق. فالعاصي يستحق العقاب على أفعاله، وعلى نتائج أفعاله، ولا يستحق العقاب على أفعال غيره { ولا تزر وازرة وزر أخرى } (الأنعام:164).
تعذيب المجبر، أو المسير، أو الملجأ نحو المعصية
ومن الظلم الذي ننفيه عن الله تعالى هو تعذيب العبد الذي ألجأه أو أجبره الله سبحانه على المعصية بأي نحو من الإلجاء أو الجبر.
والحق هو أن الإنسان مخير، لا فعل لله تعالى في اختياره، ولا فعل لله تعالى في عمله، إلا أنه تعالى هداه النجدين، ومكنه من الأمرين: الهدى والضلال.
পৃষ্ঠা ৭১