وإن الله تعالى غني، غير محتاج إلى فعل القبائح.
وإن الله تعالى عالم بأنه غني غير محتاج لفعل القبيح.
ولا يتصور ممن هو غني عن القبيح، وعالما بقبحه، وعالما بغناه عن القبيح؛ لا يتصور ممن شأنه هذا أن يفعل القبيح.
فالنتيجة هي إن الله تعالى لا يفعل القبيح.
وعندما نصف الله تعالى بأنه عدل حكيم، فهذا الوصف لا يتجاوز المعنى السابق، أي إنه لا يفعل القبيح لغناه عنه، ولعلمه بغناه عنه.
ولا ننكر أنه تعالى قادر على فعل القبيح، فهو سبحانه قادر على الظلم، وهو سبحانه قادر على الكذب، وهو سبحانه قادر على العبث؛ ولكننا نجزم جزما قاطعا، لا شك فيه، بأنه تعالى لم يفعل، ولن يفعل أي فعل قبيح { فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم } (الجاثية: 36-37)
الخلاف بين المسلمين حول عدل الله تعالى وحكمته.
ولقد اتفق المسلمون على أنه جل جلاله عدل؛ ولم يقل أحد إنه ظالم. كما اتفقوا على أنه تعالى حكيم؛ ولم يقل أحد إنه غير حكيم، أو إنه يفعل البعث، أو إنه يكذب. ولكن الخلاف وقع في تفسير معنى عدل الله وحكمته.
فقال أئمة أهل البيت، والمعتزلة، والإثنا عشرية: إن الله تعالى عدل حكيم بمعنى أنه تعالى لا يفعل القبيح لغناه عنه.
وقال بقية الفرق الإسلامية: إن الله تعالى عدل حكيم بمعنى أن كل ما يفعله هو عدل، وهو حكمة؛ حتى قالوا: لو أنه تعالى أدخل أبا جهل، وأبا لهب، وفرعون، وجميع طواغيت الأمم الجنة، ثم أدخل محمدا، وعيسى، وموسى، وجميع الأنبياء والرسل النار لكان هذا عدلا وحكمة(1)!!.
পৃষ্ঠা ৬৮