والمشكلة هي أن بعض المسلمين ظن أن هذا القول يعني أن صفات الله تعالى تتجدد؛ فصار الله خالقا بعد أن لم يكن خالقا، وصار راحما بعد أن لم يكن راحما. والحق هو إن لديهم شبهة نشأت من عدم التمييز بين ذات الله تعالى، وبين أفعال الله تعالى؛ وبين وصف الله باعتبار فعله، وبين وصف الله باعتبار ذاته. فوصف الله باعتبار ذاته يفيد صفة ذات الله؛ ولكن وصف الله باعتبار فعله يفيد أن الله قد فعل، ولا شك أن أفعال الله متجددة، فلا مشكلة في القول بأن صفات الله الفعلية تتجدد، لأن تجددها يفيد التجدد في أفعال الله، وليس التجدد في ذات الله. وأرجو بعد هذا التكرار أن تكون القضية قد اتضحت، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
رابعا : إن الله يفعل بعض أفعاله بواسطة بعض خلقه.
إذا أراد الله شيئا فذلك الشيء واقع لا محالة، لأن قدرة الله تعالى لا يقف أمامها أي شيء. ولكن الله تعالى قد يفعل الفعل مباشرة، وقد يفعل الفعل بواسطة أحد خلقه.
فمما فعله الله تعالى مباشرة هو خلق أصل هذا العالم، وخلق آدم وغيرها من الأفعال التي لا نحيط بأقل أقلها علما.
ومما يفعله الله بواسطة خلقه هو نحو إنبات النبات { ينبت لكم به الزرع } (النحل:11) فالله ينبت النبات ولكن بواسطة الماء. ونحو حركة السفن بالرياح { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة } (يوتس:22)، وقوله تعالى { إن يشأ يسكن الرياح فيظللن رواكد على ظهره } (الشورى:33) فبينت الآيتان أن الرياح هي السبب في حركة السفن.
خامسا: إن أفعال الله تعالى ليست كأفعال خلقه.
بين أفعال الله وأفعال العباد اختلافات، أبرزها ما يلي:
أفعال الله تعالى لا تحتاج إلى هم، ولا إلى حركة، ولا إلى تفكير، ولا إلى تخطيط { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } (يس:82).
وقال الإمام علي عليه السلام:
(( فاعل لا بمعنى الحركات والآلة ))
وقال سلام الله عليه:
পৃষ্ঠা ৬৬