الجهة الأولى: بيان ما تشترك به جميع أفعاله. وفيه يتم بيان كل مما يلي:
إن أفعال الله تعالى هي مخلوقاته.
إن أفعال الله تعالى محدثة.
في وصفنا لله تعالى باعتبار أفعاله.
إن الله تعالى يفعل بعض أفعاله بواسطة بعض خلقه.
إن أفعال الله تعالى ليست كأفعال خلقه.
إن أفعال الله تعالى لا تحصى ولا تحصر أجناسها ولا أعيانها.
إن أفعال الله تعالى حسنة لا قبح فيها.
إن أفعاله تعالى فينا كلها لصلاحنا.
الجهة الثانية: بيان ما نعلمه من أفعاله تعالى فينا. وفيه ما يلي:
بيان مصدر معرفة أفعال الله تعالى فينا.
تعيين بعض أفعال الله فينا.
أ. تعيين بعضها على وجه الإجمال.
ب. تعيين بعضها على وجه التفصيل.
ج. بيان ما لم يفعله الله مما يظن الناس أنه فعله.
بيان معنى إرادة الله.
وسنبدأ بالكلام على قضايا الجهة الأولى.
أولا: إن أفعاله تعالى هي نفس مخلوقاته.
مؤدى هذه العبارة هي أننا، والسموات والأرض، وما بينهما، أفعال لله جل جلاله.
فأفعال الله تعالى هي ذاتها الآثار التي نراها وندركها، وليس الفعل منه تعالى شيء والمفعول شيء آخر.
ثانيا: إن أفعاله تعالى محدثة غير قديمة.
يتضح هذا الأمر مما سبق، فنحن أفعال الله تعالى، ونحن محدثون بلا ريب. فكل فعل من أفعاله تعالى غير قديم.
فأفعاله كانت عدما ثم أحدثها الله تعالى. إذ إنه تعالى لم يخلق، ثم إنه خلق. ولم يرزق ثم رزق. ولم يغفر ثم غفر وهكذا.
ثالثا: في وصفنا لله باعتبار أفعاله.
لإيضاح هذا لا بد من توضيح ما يلي:
إن الله تعالى يوصف باعتبار صفات ذاته، ويوصف باعتبار أفعاله. فوصفنا له باعتبار صفات ذاته هو نحو وصفنا إياه بأنه عالم، وقادر، وحي. أما وصفنا له باعتبار أفعاله فهو نحو وصفنا إياه بأنه خالق، وراحم، ورازق، ومنتقم.
পৃষ্ঠা ৬৪