وقول المجسمة إن النصوص قد دلت على أنه تعالى يتحرك مبني على أصلهم من جواز كون الله جسما، لذا لم يسعوا إلى التأمل في تلك النصوص، وإدراك المعاني الواضحة فيها.
6. والله تعالى لم يلد ولم يولد، لأنه يستوجب الانفصال وهذا
من ملازمات الأجسام وقد قال تعالى : { لم يلد ولد يولد } .
ما سبق الصفات التي يجب أن نثبتها لذات الله تعالى؛ وهي أنه تعالى: موجود، قديم، لا يفنى؛ عالم، قادر، حي؛ واحد. وقد وصف الله تعالى نفسه في كتابه العزيز بجملة من الصفات، تعود كلها عند تحليل معناها إلى هذه الصفات. وقد ذكرت بعضها في ما سبق، وما يلي بعض منها:
الله هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، ذو الجلال والإكرام، العلي، العظيم، العزيز، الحميد(1)، الصمد(2)، الجبار، القدوس(3)، السلام(4)، المتكبر، الحق(5).
وبمعرفتها وإثباتها، نكون قد حققنا قسما كبيرا من إيماننا بأن لا إله إلا الله. ولتحقيق القسم الباقي من إيماننا بألوهية الله تعالى، فلا بد من أن نثبت أن الله تعالى حكيم؛ بمعنى أنه تعالى: لا يفعل الظلم، ولا يفعل الكذب، ولا يفعل العبث؛ ولا يكتمل إيماننا إلا بها. وهذه المسألة الأخيرة، هي ضمن ما يبحث عن الكلام في أفعاله جل جلاله، لذا سيتم التفصيل فيها هناك، والله الهادي إلى صراط مستقيم.
نسأل الله أن نكون قد وفقنا للعلم بالصفات السابق ذكرها كما يريد الله منا، كما نسأله أن يوفقنا إلى العمل بمقتضاها.
الباب الثاني: الكلام في أفعاله جل وعلا.
ما سبق كان الكلام حول صفات ذات الله جل وعلا. وننتقل الآن إلى الكلام في أفعاله سبحانه وتعالى.
والكلام فيها يكون من جهتين:
পৃষ্ঠা ৬৩