ويتفرع عن نفي الجسمية مجموعة من الأمور المهمة وهي ما يلي:
1. إن الله تعالى لا يحتاج؛ أي هو الغني. فالله سبحانه وتعالى منزه عن الحاجة تنزيها كاملا ومطلقا. فلا يحتاج إلى أي أحد، ولا إلى شيء. وذلك لأن الحاجة من لوازم الأجسام، والله تعالى ليس بجسم، فهو لا يحتاج. وقد قال الله تعالى { إن الله لهو الغني الحميد } (الحج:64).
2. والله تعالى لا مكان له. لأن المكان من ملازمات الجسمية، والله تعالى ليس بجسم. ثم إنه تعالى خالق المكان، فكيف يكون له المكان؟ وقد كان الله تعالى ولا مكان، فكيف نقول إنه قد صار له مكان.
أ. وعلى هذا فليس الله في السماء. وكوننا نرفع أيدينا إلى السماء لا يدل على أنه تعالى في السماء، بل إن السماء قبلة الدعاء، كما كانت الكعبة قبلة الصلاة؛ فهل يقول مسلم بأنه تعالى في الكعبة؟!!
ب. كما إن الله ليس على العرش، بمعنى أنه جالس عليه، أو أنه فوقه، بل لا يجوز أن ينسب إليه أي مكان على الاطلاق.
ج . والله تعالى لا يشار إليه بفوق، ولا تحت، ولا جهة له على الإطلاق، ولا نقول إنه خارج العالم، كما لا نقول إنه فيه؛ لأن هذا كله من صفة الجسم المخلوق.
وعندما ننفي الجهة والمكان عليه تعالى قد يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: كيف لا يكون لله تعالى أي مكان؟ وكيف لا يكون له جهة؟ وكيف تكون ذاته تعالى ليست خارجة عن العالم؟ ولا داخله فيه؟
পৃষ্ঠা ৬১