ونفي التشبيه والتجسيم، واضح وقريب إلى ذهن من أخلص لله تعالى. ذلك أننا نعلم أنه ليس في الوجود إلا أجسام وأعراض. ومن شبه الله تعالى إنما يشبهه بالجسم، أو ينسب إليه بعض الأعراض.
وكل جسم وكل عرض محدثان.
والله تعالى ليس محدث.
فهو لا يمكن أن يكون جسما ولا عرضا.
فهو إذن لا يشبه شيئا من خلقه.
وقد قال جل جلاله { ليس كمثله شيء } (الشورى::11). فنفت نفيا مؤكدا المثل له.
إذن هو تعالى ليس بجسم ولا عرض، ولا يجوز عليه شيء من لوازم الأجسام والأعراض، التي هي الحركة والسكون والمكان والانتقال والحلولية والتركيب.
ولكن المجسمة قالوا: إنه تعالى جسم ولكن لا كالأجسام؛ ثم أضافوا إليه الأعضاء من وجه، ويد، ورجل، وعين، وجنب، وغيرها من الأعضاء. ثم أضافوا إليه توابع الأجسام، فقالوا: إن له مكانا، وذلك المكان في السماء فوق العرش. وإنه يجلس عليه، ويبقى قليلا من المسافة ليجلس بقربه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقالوا إنه سبحانه وتعالى يرى في الآخرة، وقالوا إنه تعالى يتحرك فينزل من فوق عرشه إلى السماء الدنيا، وإنه ينزل وسط غمام، وإن الملائكة تحمله على عرشه. ثم قالوا: إنه تعالى يضحك، ويعجب، ويحب، ويسخط، كما نضحك ونعجب، وكما نحب ونسخط(1)...فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
পৃষ্ঠা ৫৮