3. الله تعالى عالم:
ومعنى أنه جل جلاله عالم، هو إنه تعالى لا يخفى عليه شيء مما كان أو مما سيكون، من الأمور. فكل شيء، وكل مخلوقاته حاضرة لديه، لا يعزب منها شيء. { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } (الأنعام:59). وقال تعالى { وما تكون في شأن وما تتلو منه قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين } (يونس:61)
أما دليل علمه تعالى فهو ما نشاهده ونعرفه من إحكام الخلق، وهذا يدل على أن كل شيء حاضر لديه. وقد قال تعالى { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } (الملك: 14)، { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } (الأنعام:59)، { عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين } (سبأ: 3).
والقرآن قد عبر عن علم الله بخلقه بأكثر من عبارة؛ منها بكونه حكيما وسميعا وبصيرا، وحفيظا، وشهيدا، وخبيرا، ومحيطا، ومهيمنا.
فمعنى إنه تعالى حكيم أنه عالم؛ إلا أنه قد يراد به معنى آخر وهو أن أفعاله كلها واقعة على وجه الإحكام، والنظام، ومطابقة المنافع.
ومعنى إنه تعالى السميع البصير هو إنه العالم. قال تعالى: { والله بصير بالعباد } (آل عمران:5) أي عالم بهم، محيط بكل أمرهم، مطلع على خفي سرهم. وقال تعالى: { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم } (الزخرف:80)، أي يعلم ما في سرهم وما في نجواهم.
পৃষ্ঠা ৫৪