أما قضية شيوع إنكار الخالق جل وعلا، فقضية حديثة، ومع حدوثها وشيوعها فهي لا زالت محدودة جدا بالنسبة لمن يقر بوجوده(1).
فلم يكن موضوع " وجود ذات أبرزت الكون إلى الوجود " موضوعا لخلاف كبير في تاريخ الفلسفة والأديان قديما وحديثا، بل لا يكاد يوجد دين، ولا يكاد يوجد فيلسوف ينكر وجوده جل وعلا؛ وإنما اختلف الناس كثيرا حول صفاته تبارك وتعالى، وحول دوره جل وعلا في هذا الكون، ومسؤوليتنا نحوه تبارك وتعالى. ولا أعني بقولي: " إن الناس اختلفوا حوله" إنه كان موضوعا للبحث، بل وكما سبق ذكره الكثير من الناس لم يعط المسألة أكثر من كونها قضية لا بد منها من الناحية العقلية، أو الأخلاقية؛ إنما أعني بذلك أننا لو تتبعنا البحوث التي أشارت إلى مسألة الله تعالى، لوجدنا أن الاختلاف بينها هو في صفاته بالدرجة الأولى. وهذا مما يدعوا للعجب: أن يكون أصل الوجود، مهملا من البشر هكذا، ف { قتل الإنسان ما أكفره } (عبس:17)، وأعجب منه حلم الله تعالى علينا { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة } (فاطر:45).
পৃষ্ঠা ৫১