وبمعنى أن الله غير ما نصفه به؛ فإذا عبدناه فلا نعبد ما أدركنا منه تعالى، بل نعبده هو تعالى. وقد سبقت الإشارة إلى ذلك من القول:
(( إن صفات الله تعالى دلائل عليه يدرك علمهن، ولا يدرك الموصوف بهن. فليس ما نطقت به الالسن من صفاته هو هو؛ بل هو سبحانه الموصوف لا الصفات، وهو المعروف بما تعرف به إلى خلقه من الآيات.))
وهي كلمة يحسن الوقوف عندها كثيرا.
وحيث إننا لا ندرك إلا أثار الله تعالى وأفعاله، فلا يجوز لنا أن نصف الله تعالى بوصف، إلا إذا كان عليه دليل من أفعاله، أو إذا ورد بذلك نص صحيح. ولا يجوز لنا أن نصف الله بغير هذين الطريقين لأن غير هذين الطريقين لا دليل عليهما أبدا، وما لا دليل عليه لا يجوز إثباته.
পৃষ্ঠা ৪৮