وذلك السبب لا يستحسن للمرء أن يناظر الآخرين في صفات الله جل جلاله، بل يباحثهم. لأن هدف المناظرة هو كسب النقاط أمام الجمهور المستمع، الذي لا يدرك من المناظرة إلا "نقطة لفلان، ونقطة على فلان". ومثل هذا الموقف قد يفرض على المناظر أن يتعصب لرأيه خوفا من استخفاف الجمهور بما يؤمن به. أما المباحثة، فليس غرضها كسب النقاط بل الوصول إلى الحقيقة؛ وفي مثل هذه الأجواء يكون الصدر أرحب، والقلب أقرب إلى القبول، أو التسليم، أو حتى الشك، أو التفهم لرأي المخالف .
أيضا علينا ملاحظة كون وصفنا لله تعالى إنما هو بقدرنا لا بقدره، وبلغة وضعت للمدركات الإنسانية؛ مما يعني صعوبة التعبير عن صفات الله عز وجل في الكثير من الحالات.
أيضا، علينا أن لا ننسى أبدا أن هذه الصفات ليست إياه، بل تشير إليه فقط، بمعنى:
أن مجموع ما نصف الله تعالى به فالله اعظم منه.
পৃষ্ঠা ৪৭