وقد يكون الباحث ذا توجه سياسي أو اجتماعي؛ فلا يرى في الايمان بالله وصفاته إلا قضية سياسية أو قضية اجتماعية، فيختار منها ما يلائم دعوته السياسية أو الاجتماعية دون النظر إلى حقيقة الأمر؛ أهو هكذا أم لا. هذا الباحث يريد أن " يفصل" إلها إن صح التعبير يخدم أو يوافق هواه، ومزاجه السياسي والاجتماعي. وهذا يؤول به، في بعض الحالات، إلى التقليل من شأن الخلافات في صفات الله من باب أن ليس لها قيمة سياسية ولا قيمة اجتماعية؛ ونراه في هذه الأيام كثيرا.
وقد يكون الباحث غرضه معرفة الخالق المنعم، ومعرفة صفاته وأفعاله ليحمده عليها، ومعرفة ما لا يليق به لينزهه عنها، إيمانا منه أن هذا أقل ما يمكن أن يقدمه لهذا الخالق الرحيم الكريم العظيم. ثم هذا الباحث ينظر إلى الموضوع بنظرة الثواب والعقاب، والحصول على البراءة يوم القيامة؛ وذلك من حيث أنه يؤمن أنه إذا وصف الله تعالى كما هي صفاته، فإنه سينال من الله مدحا وثوابا؛ أما إذا لم يصف الله تعالى كما هي صفاته فقد ينال ذما وعقابا منه جل جلاله. بهذه الروح أؤمن أن علينا البحث في صفاته تعالى.
পৃষ্ঠা ৪৬