القضايا الثالثة: نحو تفاصيل ما بعد الموت، وخلق الجن والإنس، وأخبار الأولين وغير ذلك فهذه لا تعلم إلا بالنص الصادق(1).
فالقضايا الأولى هي التي سيتم بيانها بالدليل العقلي المختصر، أما الثانية والثالثة فسيكتفى معها ببيان الدليل النقلي.
ثم إن القضايا من النوع الأول على صنفين:
صنف يحتاج إلى مجرد لفت نظر لكي يعلم بها الفرد؛ كقولنا بأنه تعالى موجود، وبأنه عالم وقادر وحي. فهذه لا تحتاج إلا إلى تأمل بسيط لمعرفتها.
وصنف يحتاج إلى قليل من النظر والتفكر؛ كقولنا إنه تعالى واحد، أو إنه تعالى غني، أو إنه تعالى عدل.
وسيجد القارئ أن الكثير مما هو في البحث مما يعرفه سابقا، أو مما يصدقه بغير صعوبة؛ والقليل جدا من مسائل أصول الدين تصعب على الفهم العام؛ ومن جد وجد.
وأخيرا أقول إن التأمل في هذه القضية " وجوب وأهمية معرفته تعالى " مهمة جدا، لأن القناعة المطلوب تحصيلها غالية. وإذا تحصل لفرد القناعة بهذا، فعليه السعي إلى تحصيلها بنية مخلصة، وبتوجه إلى الله تعالى، ليعينه في الطريق وينور له البصيرة { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } (العنكبوت:69). ويمكن للباحث الاستئناس بما قالوه أئمة الهدى وورثة الكتاب، أئمة أهل البيت عليهم السلام؛ خصوصا في القضايا المشكلة، لأن الله تعالى قد جعلهم علما على الطريق، ومنارا للهدى.
والآن، لندخل في أول مسائل معرفة الله تعالى، ومن الله نستمد التوفيق.
পৃষ্ঠা ৪৪