وقال الإمام الناصر الحسن بن علي الأطروش(1):
(( أول العبادة المعرفة بالله تعالى، بأنه خالق لطيف رحيم رازق. وأصل معرفتك بخالقك توحيده، وتسبيحه، وتبعيده عن أن يكون له شبيه أو ضد أو ند. وتمام توحيده نفي الصفات والتشبيه لخلقه عنه...))
وقد نسب إلى ابن عباس تفسير "ليعبدون" في قوله تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } (الذاريات:56) ب ليعرفون.
فالعبادة لم تكن عندهم الأعمال الظاهرية من صلاة وصيام وجهاد...إلخ فحسب؛ بل إن معرفة الله تعالى تشكل جزءا لا يتجزأ من العبادة، بل إنها أهم أقسام العبادة.
الدليل الثالث: إن معرفة الله تعالى لطف في فعل الواجب
ومن أدلة وجوب معرفته تعالى هي: إن معرفته تعالى لطف في فعل الواجب، وفي الكف عن القبيح.
واللطف، كما سنعرف، هو: شيء يكون الإنسان المكلف بسبب ذلك الشيء أقرب إلى فعل الطاعة، وأبعد عن فعل القبيح. وتحصيل ما هذا شأنه واجب على الإنسان؛ لأن العقلاء يوجبون على المرء اجتناب المضار التي لا نفع فيها، كما يوجبون عليه تحصيل المنافع. ولا مضرة أكبر من المعصية، كما لا منفعة أعظم من الطاعة. وكل ما كان عاملا في تحصيل المنافع واجتناب المضار يجب تحصيله.
পৃষ্ঠা ২৪