ثم لو قيل: إن لكثير من العامة أو الخاصة، من المجسمة والمشبهة والمجبرة خشوعا وبكاءا مع أنهم لا يعرفون الله معرفة حقيقية؟
فنقول:
إن عبادة هؤلاء لا تعد عبادة كاملة. لأن هؤلاء لا يسبحون الله، ولا يحمدونه، بل ينسبون إليه أقبح القبائح. ثم هم لا يشكرونه حقا، إنما يقرون بأن النعمة منه، ثم يتبعون ذلك بنسبة القبيح إليه، ليتم بذلك شكرهم!!
أما الخوف والبكاء الحاصل منهم، فهذا أمر مصدره العلم الإجمالي بقدرة الله تعالى علينا، وبوجود النار، وهذه المعرفة تحصل لبعض اليهود والنصارى، ولا تختص بها طائفة دون طائفة.
ولهذا قلت إن عبادتهم ناقصة؛ فهم قد عرفوا الله من وجوه، وجهلوه من وجوه. وقد قال أمير المؤمنين: (( نوم على يقين خير من عبادة على شك.))
شيء من نصوص أئمة أهل البيت في أهمية معرفة الله
وقد أشار إلى دور قيمة العلم في عبادة الله، أئمة أهل البيت سلام الله تعالى عليهم؛ فقال الإمام علي صلوات الله عليه:
(( أول الدين معرفته...))
فالدين أوله معرفة؛ بل إن الإمام علي عليه السلام قد جعل الدين أوله معرفة، وآخره معرفة عندما جعل (( كمال الإخلاص لله تعالى نفي الصفات عنه ))، ومسألة نفي الصفات قضية معرفية، وليست قضية سلوكية.
وقال الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين السبط عليهم السلام:
(( ...اعلم أن أول عبادة الله معرفته...))
وقال الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي(1):
(( العبادة على ثلاثة وجوه:
معرفة الله.
معرفة ما يرضيه وما يسخطه.
اتباع ما يرضيه واجتناب ما يسخطه.))
فالعبادة أولها معرفة الله.
পৃষ্ঠা ২৩