الرفاء الرصافي
أبو عبد الله محمد بن غالب الرفاء الرصافي، من رصافة بلنسية، وسكن مالقة، وكان شاعر عصره، مع عدم الانتجاع بشعره، واقتصر على التعيش من صناعته، وأمداحه قليلة، وكان في قصائده كثيرًا ما يذكر شوقه إلى معاهده فيأتي بما يعجب ويعجز، وعرف بعزوف النفس، فصار الأكابر يجزلون منه ويخطبون مدحه، وهو بصناعته مشتغل، إلى أن توفي بمالقة في رمضان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وشعره مدون يتنافس فيه ولم يتزوج، روى عنه أبو علي ابن كسرى المالقي وأبو الحسين ابن جبير.
فمن قوله في قصيدة يراجع أبا الحسن ابن لبال الشريشي:
على أنَّني لا أرتضي الشعرَ خطّةً ... ولو صُيّرتْ خضرًا مسارحيَ الغبرا
كفى ضَيعَةً بالشعر أنْ لستُ جالبًا ... إليَّ به نفعًا ولا دافعًا ضُرّا
يقول أناسٌ لو رفعتَ قصيدةً ... لأدركتَ حتمًا في الزّمانِ بها أمرا
ومن دون هذا غَيْرةٌ جاهليَّةٌ ... وإن هي لم تلزمْ فقد تلزمُ الحرَّا
ألم يأتهم أنِّي وأدت بحكمها ... بُنَيَّاتِ صدري قبل أن تبرحَ الصدرا
1 / 75