لا يُدركُ الرمحُ شأوَ السهمِ في غَرَضٍ ... ولو تسلسَلَ فيه لَدْنُهُ مددا
لك يكف أنِّي غريبُ الشّخصِ في نَفَري ... حتَّى غدوتُ غريبَ الطّبع متّحدا
ومنها:
إن تجفُ حمصٌ فتجفو غيرَ ذي رحمٍ ... تعصُّبًا فيه إذ مجدا
وغاظها أن رأتْ إنجابَ ضَرَّتها ... ومن رأى كرمًا في ندِّهِ حقدا
فإن نمتني وليدًا دارُ قُرْطُبَةٍ ... وأنكرتني وسنّي قد وفى رشدا
فعُذْرُها أن أمَّ الليثِ تُرضعُهُ ... شِبلًا وتمنعُ منه دَرَّها أَسدا
وهو القائل:
أتاك العِذارُ على غرَّةٍ ... وقد كنتَ في غَفلة فانتَبِهْ
وقد كنتَ تأبى زكاةَ الجمالِ ... فصار شُجاعًا وطُوّقتَ بهْ
ومن شعره:
ومعذَّرٍ رقَّتْ له خمرُ الصِّبا ... حيث العِذارُ حبَابُها المترَقْرِقُ
ديباجُ حُسنٍ كانَ غُفلًا ناقصًا ... فأتمَّه عَلَمُ الشَّباب المونقُ
وشكا الجمالُ مقيله في وَرْده ... فأظلَّهُ آسُ العذار المشرقُ
عامت بماء الفضل شامةُ خدِّهِ ... فغدا العذار زُوَيرقًا لا يغرقُ
إن كانَ يمحو نَقْشَهُ مِنْ وجهِهِ ... فطُلَى الغزالِ بمسكها تَتَفلَّقُ
وله من قصيدة يصف رمحًا:
وأسمرَ يضحَى في شُعاعِ سنانِهِ ... وإن كانَ من خفقِ اللواءِ لفي ظلِّ
حوَى جُرأَةَ الأعرابِ من سُمرةِ القنا ... وحاز دهاءَ الروم من زُرقةِ النصل
1 / 40