============================================================
شعوب اتحادنا السوفياتي، ولا تزال مادته في هذا الشأن تنتظر بحثا خاصا يأخذ في حسابه المادة التي تجمعت منذ عهد "دورن)(95).
الا من الصعب تصنيف أبي حامد بين الجغرافيين العربة، ولو آنه يقدم إلينا معطيات جغرافية، وقد يكون في بعض الأحيان المصدر الوحيد لها، كما أنه اليس من الممكن وضعه في شكل الكتاب الذين يطلق عليهم اسم "الكوزموغرافيين" من نوع القزويني والدمشقي وابن الوردي. وهو في نفس الوقت ليس من طراز الرحالة الذين يسجلون ما يصادفهم في طريقهم في الذاكرة أو على القرطاس، ولو أنه تجول هو أيضا وقص علينا بعض مشاهداته الغريبة والمثيرة ببساطة وأمانة، وعفوية تقرب من السذاجة. وهذا الإعتبار هو الذي جعل بعض المحدثين يصفه بضعف روح النقد وقلة التمحيص لما يجمعه من الحكايات: القد صادف أن تجول أبوحامد في مناطق لم يطرقها أخد من العرب قبله، ال وجع ما استرعى انتباهه فيها من القصص التي أثارت شعور الدهشة اوالاستغراب في نفسه، وهو لم يدع قط أنه يكتب التاريخ أويصف الممالك. ومع ذلك، فهويبذل قصارى الجهد لتحقيق ما يبلغ مسامعه، وتلك خصلة في علماء المسلمين في جميع الأجيال وفي رواة الحديث بصفة خاصة (ألم يحدث أبوحامد في دمشق؟)، ومشاهداته الشخصية قد تبدو سطحية في الظاهر ولا تبعث في ن فوسنا إلا ابتسامة عابرة، بدلا من الدهشة والاستغراب الذي يتوقعه المؤلف لأن نفوسنا فقدت الاحساس بالغريب والعجيب بسبب تخمتها مما تقصة الشاشة الكبيرة والصغيرة يوميا من العجائب . ولكن تلك القصة والحكاية البسيطة التي يعرضها علينا قد تحجب في طياتها حقيقة تاريخية مهمة.
خذ مثلا قصة السوار الذهبي التي شاهد أحداثها في سخسين(49).
(49) المصدر المذكور (ص 292).
(49) سقسين عند ابن سعيد وابن الفدا والقزويني وهي مدينة كازان الحالية تقع علن انهر الفولجا انظر الهامش اسفله.
পৃষ্ঠা ১৯