তুহফাত আচয়ান
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
জনগুলি
وسبب ذلك أن صقر بن محمد كان قد بايع المسلمين على راشد بن النظر الجلنداني وأعان المسلمين بالمال والسلاح , فلما أزال الله ملك راشد بن النظر الفاسق وغير نعمته وأظهر الله دعوة المسلمين وكلمتهم , خرج على المسلمين رجل من أهل الشرق من بني هناة ومعه بنو هناة وغيرهم , وألقى إلى المسلمين أن أخا صقر مع البغاة , فلما ذكر ذلك لصقر قال: من يقول ذلك وأن أخي مريض عندي في الدار , وكان صقر يومئذ بسمائل , فلما هزم الله البغاة وظفر المسلمون بهم تحقق أن أخا صقر ابن محمد كان مع البغاة , فعند ذلك اتهموا صقر بالمداهنة لما ستر عنهم أمر أخيه وكان الإمام يومئذ في نزوى؛ وكان الوالي على سمائل رجل يقال له أبو الوضاح , فرفع أو الوضاح صقر إلى الإمام مع سرية بعثها الإمام لحمله , وخرج أبو الوضاح معه خوفا عليه من الشراة أن يقتلوه , وبعث الإمام إليه أيضا سرية أخرى وبعث معهم موسى بن علي فالتقوا بنجد السحامات , فبينما هم في مسيرتهم إذ اعترض بعض الشراة صقرا فقتلوه , فلم يكن للوالي أبي الوضاح ولا لموسى بن علي قدرة على منعهم من قتله.
قال أبو الحواري: وبلغنا أن موسى بن علي رحمه الله خاف على نفسه؛ فلو قال شيئا لقتلوه, قيل ولم يكن من الإمام غسان إنكار على من قتله , وكانت تلك الأيام صدر الدولة وقرتها وجمة العلماء فيحتمل سكوت الإمام أحد وجهين , إما أن يكون قد صح معه أن صقرا بايع عليه واستوجب بذلك القتل؛ فأسر إلى بعض الشراة أن يقتله؛ ولم يتشهر هو بقتله كي لا تكون عصبية , وإما أن يكون قد احتمل للقاتل أن يكون قد قتله بحق عمله , كما احتملوا ذلك في قتل عيسى بن جعفر , وأما خوف موسى على نفسه لو أنكر فلم يتحقق ذلك , وإنما هو نفس خوف وظن لما رأي من الشدة في الشراة والله أعلم.
পৃষ্ঠা ৯৯