وكان في ناحية أخرى من نواحيه قد نزل ملك من ملوك الأزد يقال له مالك ابن زهير من ولد عبدالله بن الأزد , وكان عظيم الشأن , وكاد يكون مثل مالك ابن فهم في العزة والقدرة , وخشي مالك بن فهم أن يقع بينهما تحاسد وأن يطمع أحدهما في ملك الآخر فيقع بينهما الحرب؛ فخطب مالك بن فهم ابنته الحزام بنت مالك بن زهير؛ فزوجه على أن يكون الملك لولدها من بعده؛ فأجابه مالك بن فهم إلى ذلك وتزوجها فولدت له سليمة بن مالك وهو أصغر أولاده وأحبهم إليه , وملك مالك بن فهم عمان وما حولها سبعين سنة لم ينازعه في ملكه عربي ولا عجمي , وعاش مائة وعشرين سنة؛ وامتدحه أوس بن زيد العبدي وكان عظيم القدر في معد وهو في جوار مالك بن فهم فقال:
إن الأسد الكرام إن حل جار ... = ... فمع النجم لا يخاف عربيا
عز من كان مالك له جار ... = ... لست في الأزد إن حللت غريبا
ليكن أوسط الأقارب في النسبة =فيهم كل يراك قريبا
كأن فهم أوصى بنيه وصاة ... = ... حفظوها وكان فيهم مصيبا
أكرموا الضيف واحفظوا حرمة الجار =وكونوا ممن أحب قريبا
فوعى مالك وصاة أبيه ... ... =وكذلك النجيب يحيي النجيبا
পৃষ্ঠা ২৫