ثم لم يكن للفرس ثبات وولوا منهزمين على وجوههم؛ فاتبعهم فرسان الأزد يقتلون ويأسرون من لحقوا , وقتلوا منهم خلقا كثيرا ؛ ولحق فراهيد سنفدار ابن مرزبان وكان من أعظم قواد العجم فطعنه فأرداه عن فرسه؛ ثم علاه بالسيف فقتله , وسارت فرسان الأزد من خف من أبطالهم آثار العجم لا يألون على سلب ولا غيره يومهم ذلك كله يقتلون ويأسرون حتى حال بينهم الليل؛ فما أفلت منهم إلا من ستره الليل فتحمل من بقي منهم من تحت ليله؛ وركبوا في السفن وعبروا إلى أرض فارس؛ واستولى مالك بن فهم ومن معه على سوادهم فاستباحهم وغنم أموالهم؛ وسجن من الأسرى خلقا كثيرا؛ فمكثوا في السجون زمانا؛ ثم أطلقهم ومن عليهم بأرواحهم وكساهم ووصلهم وزودهم وحملهم في السفن إلى أرض فارس؛ واستولى على عمان فملكها وما يليها وساسها؛ وسار فيها سيرة جميلة ولمالك وولده في أمر ورودهم إلى عمان وحربهم الفرس أشعار كثيرة ذكر بعضها العوتبي في الأنساب وتركها اختصارا.
باب انتقال العرب إلى عمان بعد فتحها
ثم جاءت إلى عمان قبائل كثيرة من الأزد؛ فأول من لحق بمالك من الأزد عمرو بن عامر ماء السماء وولداه الحجر والأسود , وتفرعت من الحجر والأسود بعمان قبائل كثيرة.
ثم جاء ربيعة بن الحارث بن عبدالله بن عامر الغطريف وأخوته؛ ثم جاء ملارس بن عمرو بن عدي بن حارثة فدخل في هداد؛ ثم جاء عمران بن عمرو ابن الأزد؛ ثم جاء اليحمد بن حمي؛ ثم جاءت بنو غنم بن غالب , ثم جاءت الحدان وأخوها زيد وهو الندب الأصغر؛ ثم معولة وهم بنو شمس؛ ثم جاءت الندب الأكبر وجاءت الصيق وجاء ناس من بني يشكر وجاء ناس بن بني عامد وجاءت ناس من خوالة.
جاءت هذه القبائل كلها على راياتها لا يمرون بأحد إلا أكلوه حتى وصلوا عمان فملئوها وأقاموا في بلد ريف وخير واتساع , وسمت الأزد عمان عمانا لأن منازلها كانت على واد لهم بمأرب يقال له عمان فشبهوها به؛ والعجم تسميها مزونا.
পৃষ্ঠা ২৩