তুহফাত আচয়ান
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
জনগুলি
قال وركب بعيرا وخرج حتى نزل دار ابنه من غير أن يلقى من القوم حجة ما يريدون نصيحة أو عزلا أو دعاء إلى توبة , وقال لمن يبقى في العسكر احفظوا عسكركم حتى يأتيكم إمامكم , وقال قوم أتانا كتاب من تخلف على العسكر أن يعجلوا إلى العسكر , قال الإمام قد اعتزل فقدم القوم إماما وساروا حتى نزلوا العسكر , وقدم إمام مكانه وبعث إليهم بالخاتم والكمة وآلة الإمامة , ولم يقل لهم بيني وبينكم الحق فإني لم اعتزل , قال فأي اعتزال أبين من هذا من غير أن يرى حربا ولا اختراط سيف ولا هدا بعصا ولا رميا بحجر , فإن قالوا اعتزل تقية خاف على نفسه فأئمة العدل القاطعة للشرى لا تسعها التقية وعليها الجهاد حتى تقتل وجاز له الاعتزال ولو أنه خرج هاربا فلحق بالرستاق أو بالجبل وترك دولة المسلمين وقال لم أعتزل أو خرج إلى جلفار وأبعد وحده وتجلى عن الأمر ثم قال لم أتبرأ كان على المسلمين أن يدعوا دولتهم ويضيعونها أو يقوموا بها مع أنها حجة ضعيفة داحضة؛ واعتزاله كان شاهرا ظاهرا فهو إذ تحول من موضع إلى موضع ولم يكن له إلا أن يخرج بعسكره وخيله ورجاله وبيت ماله ويدعو القوم إلى الحق ويكون اعتزاله إلى موضع يرجو فيه الأصلح للمحاربة , والاعتذار إلى آخر ما أطال فيه.
فهذه دعوى المتولين لموسى وراشد وهي محتملة للحق والباطل وما تعودوا الكذب ولا يستحلونه وترك إنكار الصلت على موسى وراشد يسوغ لهم احتمال لصحة لما ادعوه عليه , لأن ترك النكير ممن له النكير حجة , فلو باع رجل مال رجل وهو في المجلس لا يغير ولا ينكر وهو حر بالغ قادر على الإنكار غير خائف ولا متق ثبت البيع عليه , ولا يقال للبائع أنه تعدى على مال غيره وأنه ظلمه وغصبه , فظهر من ذلك احتمال صحة ما ادعاه هؤلاء.
পৃষ্ঠা ১৭২