তুহফাত আচয়ান
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
জনগুলি
ويحكي أن زاهدا كان يواصل موسى بن علي بأزكى , فلما ولي القضاء عنه وجعل يواصل سعيد بن جعفر بعد بي من أزكي , فقيل للزاهد في ذلك , فقال ذلك قد دخل في الدنيا وأمور الناس , فأرسل موسى إلى سعيد بن جعفر أن ينتظره الزاهد معه حتى يصل إليه فامتنع الزاهد عن ذلك , فلم يزل سعيد بن جعفر بالزاهد إلى أن أجابه إلى ذلك , فوصل موسى إليه فاجتمع بالزاهد عند سعيد بن جعفر؛ فلما أراد الزاهد الانصراف سلما إليه دريهمات فلم يقبلها منهما إلا بعد مسألة منهما له؛ فقبضها وخرج من عندهما , فخرجا في أثره ينظرانه , فلم يزالا ينظرانه إلى أن لقي رجلين معهما حمار , فوقف معهما كأنه يكلمهما , فوقف موسى وسعيد إلى أن وصل إليهما الرجلان فسألاهما عن وقوف الزاهد معهما , فقالا لهما إنه سألهما عن الحمار الذي معهما لمن هو منهما؛ فعرفاه إنه لأحدهما , فسلم الدريهمات إلى الذي اعترف بأن الحمار لصاحبه.
وكان هذا الزاهد يدخل مسجد الجامع من نزوى في أيام الإمام فيصلي فيه ولا يدخل السوق؛ ويصل إلى مجلس الإمام ثم يشرف على السوق فيقول: يا أهل الغفلة ويا أصحاب المكيال والميزان , ثم ينصرف.
وتوفي الإمام رحمه الله تعالى ليلة الجمعة لثلاث من رجب سنة عشرين ومائتين؛ وكانت إمامته ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر وسبة أيام؛ ويقال ثلاثة أيام.
وفي أيامه رحمه الله تعالى صلى عمر بن الأخنس بالناس الجمعة بنزوى ركعتين من غير أن يأمره الإمام؛ وكان الإمام مريضا بنزوى فلم يخرج إلى الجمعة؛ وكان موسى بن علي يومئذ حاضرا فلم ير موسى عليهم النقض؛ وأجاز صلاتهم. قال أبو عبدالله: فأنا أرى على عمر بن الأخنس وعلى من صلى معه النقض.
পৃষ্ঠা ১১০