314

তুহফাতুল আবরার

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

সম্পাদক

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

প্রকাশক

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

জনগুলি

وتمسك بحديث ابن مسعود وحديث أبي هريرة، وهي مشهورة بقصة ذي اليدين، واسمه: خرباق، وليس هو ذا الشمالين، فإنه خزاعي واستشهد يوم بدر، فلا يروي قصته أبو هريرة، وذو اليدين سلمي - من بني سليم - عاش حتى رآه المتأخرون من التابعين، ورووا عنه، وروى هذه القصة عمران بن حصين بمثل ما رواه أبو هريرة، وقد روى عنه أنه سجد سجدتين ثم تشهد ثم سلم، وما سمعت أحدا من العلماء ذهب إليه.
وقال مالك - وهو قول للشافعي -: إن كان السجود لنقصان قدم، وإن كان لزيادة أخر، وحمل الأحاديث على الصورتين توفيقا بينها، واقتفى أحمد موارد الحديث وفصل بحسبها، فقال: إن شك في عدد الركعات قدم، وإن ترك شيئا ثم تداركه أخر، وكذا إن فعل ما لا نقل فيه، وأصحابنا زعموا أن التقديم كان في أوائل الإسلام، فنسخ. قال الزهري: كل فعل رسول الله ﷺ، إلا أن تقديم السجود على السلام كان آخر الأمرين، وقال: قصة ذي اليدين كانت قبل بدر، وحينئذ لم يحكم أمر الصلاة ولم ينزل نسخ الكلام، فإن نسخه كان بالمدينة، لأن زيد بن أرقم الأنصاري قال: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: ﴿وقوموا لله قانتين﴾ [البقرة: ٢٣٨]، وزيد كان في أوائل الهجرة صبيا، وعلى هذا لا إشكال فيه، غير أن الحديث رواه أبو هريرة وعمران، وهما أسلما عام خيبر، وهو السنة السابعة من الهجرة، وقد قال أبو هريرة:" صلى لنا "، وفي رواية:" صلى بنا "، وفي رواية: " بينا

1 / 322