تفسير التبيان ج1
الفرس ان قوي والارض: الرعدة وقال ابن عباس: ما أدري إذا زلزلت الارض لم بي أرض؟ أي رعدة والارضة: دويبة تأكل الخشب والصلاح: استقامة الحال فالاصلاح: جعل الحال على الاستقامة والاصطلاح الاجتماع والتصالح: التمالي على الصلاح ومنه المصالحة والاستصلاح والصالح: والمستقيم الحال والمصلح: المقوم للشئ على الاستقامة.
قوله تعالى: ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون(12)
التفسير: ألا: فيها تنبيه ومعناها لاستفتاح الكلام ومثله: ألا ترى؟ أما تسمع؟ وأصلها (لا) دخل عليها ألف الاستفهام والالف اذا دخل على الجحد أخرجه إلى الايجاب نحو قوله: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى)؟ لانه لا يجوز للمجيب إلا الاقرار ببلى والهاء والميم في موضع النصب بأن وهم فصل عند البصريين ويسميه الكوفيون عمادا وقوله (لا يشعرون) قد فسرناه(1) وفيها دلالة على من قال: بان الكفار معاندون عالمون بخطاياهم وان المعرفة مزورة ووصفهم بانهم (هم المفسدون) لا يمنع من وصف غيرهم بانه مفسد لان ذلك دليل الخطاب.
وحكي عن ابن عباس: أن معنى قوله (انما نحن مصلحون) انما يريد الاصلاح بين الفريقين من المؤمنين واهل الكتاب وحكي عن مجاهد انهم اذا ركبوا معصية الله قيل لهم: لاتفعلوا هذا قالوا: إنما نحن مصلحون أي: انما نحن على الهدى وكلا الامرين محتمل لانهما جميعا عندهم أنه إصلاح في الدين وإن كان ذلك إفسادا عند الله ومن حيث أنه خلاف لما أمرهم به وإنما جاز تكليف ما لا يشعر أنه على ظلال لان له طريقا إلى العلم
---
(1) في قوله: " يخادعون الله. " تتمة الآية.
পৃষ্ঠা ৭৫