تفسير التبيان ج1
كيف لا يكون بعده يوم ولا انقطاع للاخرة ولا فناء؟
قيل: اليوم في الآخره سمي يوما بليلته التي قبله فاذالم يتقدم النهار ليل لم يسم يوما فيوم القيامة يوم لا ليل بعده فلذلك سماه اليوم الآخر وانما قال: (وما هم بمؤمنين) مع قوله: (..من يقول آمنا بالله) تكذيبا لهم فيما اخبروا عن اعتقادهم من الايمان والاقرار بالبعث والنبوة فبين ان ما قالوه بلسانهم مخالف لما في قلوبهم وذلك يدل على ان الايمان لا يكون مجرد القول على ما قالته الكرامية (يقول) من القول ومنه: تقول اذا تخرص القول واقتال فهو مقيال: اذا أخذ نفعا إلى نفسه بالقول أودفع به ضررا عنها والمقول اللسان يقوله تقويلا اذا طالبه باظهار القول.
قوله تعالى: يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم
وما يشعرون(9)
آية
القراءة: قرأ ابن كثير ونافع وابوعمرو وبضم الياء وبألف الباقون بفتح الياء بلا الف في قوله (وما يخدعون).
اللغة: قال ابوزيد: خدعت الرجل اخدعه خدعا بكسر الخاء وخديعة ويقال في المثل: إنك لاخدع من ضب حرشته.
وقال ابن الاعرابي: الخادع: الفاسد من الطعام ومن كل شئ وانشد:
ابيض اللون لذيذا طعمه
طيب الريق اذا الريق خدع
اي تغير وفسد وقال ابوعبيدة: يخادعون بمعنى يخدعون.
قال الشاعر:
وخادعت المنية عنك سرا
فلا جزع الاوان ولا رواعا تفسير التبيان ج1
পৃষ্ঠা ৬৭