تفسير التبيان ج1
عليها " والهمزة نحو قوله: " غثاء أحوى "(1) والخاء والغين يجوز إخفاؤهما عندهم على ضعف فيه من قوله: " والمنخنقة " و(نارا خالدا) (فان خفتم) (من خلفهم) و(ميثاقا غليظا)(2) ماء غدقا)(3) قولا غير الذي)(4) ال الفراء: أهل العراق يبينون وأهل الحجاز يخفون وكل صواب فان قيل: اذا قلتم: ان الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فكيف يكونون قادرين على الايمان؟
قيل: يكونون عليه لان الختم والغشاوة ليسا بشئ يفعلهما الله تعالى في القلب والعين يصد بهما عن الايمان ولكن الختم شهادة على ما فسرناه من الله عليهم بانهم لا يؤمنون وعلى قلوبهم بانها لا تعي الذكر ولاتعي الحق وعلى اسماعهم بأنها لا تصغي إلى الحق وهذا إخبار عمن يعلم منه أنه لا يؤمن والغشاوة هي " إلفهم الكفر بحبهم له "(5) ولم يقل تعالى: إنه جعل على قلوبهم بل أخبر انه كذلك ومن قرأ بالنصب - وإن كان شاذا - يحتمل أن يكون أراد معنى قوله: ان السورة زادتهم رجسا إلى رجسهم والسورة لم تزدهم ولكنهم ازدادوا عندها وسنوضح ذلك فيما بعد ان شاء الله تعالى (ولهم عذاب عظيم) تقديره: ولهم بماهم عليه من خلافك عذاب عظيم وحكي ذلك عن ابن عباس وأصل العذاب الاستمرار بالشئ يقال: عذبه تعذيبا: إذا استمر به الالم وعذب الماء عذوبة: اذا استمر في الحلق وحمار عاذب وعذوب: اذا استمر به العطش فلم يأكل من شدة العطش وفرس عذوب مثل ذلك والعذوب الذي ليس بينه وبين السماء ستر وأعذبته عن الشئ بمعنى فطمته وعذبة السوط طرفه والعذاب استمرار الالم وأصل العظم عظم الشخص ومنه عظيم الشأن الغني بالشئ عن غيره
---
(1) سورة الاعلى آية 5.
(2) سورة النساء آية 20 و153.
(3) سورة الجن: آية 16.
(4) سورة البقرة: آية 59.
(5) في الاصل بياض وفي النسخة الايرانية احتمالات استنتجنا منها العبارة الموجودة.
পৃষ্ঠা ৬৫