تفسير التبيان ج1
بالايمان فيقال لهم: انه لا يجب ذلك كما لا يجب اذا كانوا مأمورين بالايمان ان يكونوا مأمورين (بابطال ما علم الله)(1) ليس الله قد علم انه لا يقيم القيامة اليوم؟ ايقولون: انه قادر على اقامتها أم لا؟ فان قلتم: انه لا يقدر فقد عجزتم الله وان قلتم: انه يقدر فقد قلتم: انه يقدر على ان يجهل نفسه والجواب الصحيح عن ذلك: أن العلم يتناول الشئ على ما هو به ولا يجعله على ما هو به فليس يمتنع ان يعلم حصول شئ بعينه وان كان غيره مقدورا ألا ترى أن من خير بين الصدق والكذب وقد علم أن كل واحد منهما يقوم مقام صاحبه في باب الغرض وقد علم قد علم قبح الكذب وحسن الصدق لا يجوز أن يختار الكذب على الصدق - وان كان قادرا على الكذب - فبان بذلك صحة ما قلناه.
قوله تعالى: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم
غشاوة ولهم عذاب عظيم(7)
آية
القراءة: أجمع القراء السبعة على كسر الغين وضم التاء وروي عن بعض القراء فتح الغين وعن الحسن ضم الغين وحكي عن عاصم في الشواذ: غشاوة بنصب التاء ولايقرأ بجميع ذلك.
التفسير: (ختم الله على قلوبهم) أي شهد عليها بانها لا تقبل الحق يقول القائل: أراك تختم على كل ما يقولون فلان أي تشهد به وتصدقه وقد ختمت عليك بانك لا تعلم أي شهدت وذلك استعارة وقيل ان ختم بمعنى طبع فيها أثرا للذنوب كالسمة والعلامة لتعرفها الملائكة فيتبرءوا منهم ولا يوالوهم ولا يستغفروا لهم مع استغفارهم للمؤمنين وقيل: المعنى في ذلك أنه ذمهم بانها كالمختوم عليها في انها لا يدخلها الايمان ولايخرج عنها الكفر.
---
(1) مابين القوسين وضعه المصحح في الطبعة الايرانية تفسير التبيان ج1
পৃষ্ঠা ৬২