[قوله تعالى: إن الذين كفروا سواء عليهم ء_أنذرتهم أم لم
تنذرهم لا يؤمنون(6)]
تفسير التبيان ج1
(وهدى) في موضع خفض بعلى ومعنى (على هدى): أي على حق وخير بهداية الله إياهم ودعائه إلى ما قالوا به ومن قال: هم على نور واستقامة أو بيان ورشد فهو داخل تحت ما قلنا والاولى أن يكون ذلك عاما فيمن تقدم ذكره في الايتين ومن خص ذلك فقد ترك الظاهر لان فيهم من خصها بالمعنيين في الآية الاولى وفيهم من خصها بالمذكورين في الآية الثانية وقد بينا أن الجمع محمول على العموم وحملها على العموم في الفريقين محكي عن ابن عباس وابن مسعود (والمفلحون) هم المنجحون الذين أدركوا ما طلبوا من عند الله بأعمالهم وإيمانهم والفلاح: النجاح.
قال الشاعر:
اعقلي إن كنت لما تعقلي
ولقد أفلح من كان عقل
يعني من ظفر بحاجته وأصاب خيرا وتقول أفلح يفلح إفلاحا وتقول فلح يفلح فلاحا وفلاحا والفلاح البقاء أيضا .
قال لبيد:
نحل بلادا كلها حل قبلنا
ونرجو فلاحا(1) بعد عاد وحمير
يعني البقاء وأصل الفلح القطع فكأنه قطع لهم بالخير ومنه قيل للاكار فلاحا لانه يشق الارض والفلاح المكاري لانه يقطع الارض .
قال الشاعر:
إن الحديد بالحديد يفلح
وفى اولئك لغات: فلغة أهل الحجاز: أوليك بالياء وأهل نجد وقيس وربيعة وأسد يقولون: اولئك بهمز وبعض بني سعيد من بني تميم يقولون: الاك مشددة وبعضهم يقول: الالك.
قال الشاعر:
ألالك قوم لم يكونوا أشابة(2)
وهل يعظ الضليل إلا ألالكا
وهم دخلت للفصل .
قوله تعالى: إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون(6)
آية
النزول: نزلت في أبي جهل وفي خمسة من قومه من قادة الاحزاب قتلوا يوم بدر في قول الربيع بن أنس واختاره البلخي والمغربي.
وقال ابن عباس: نزلت في قوم
---
(1) وفي نسخة (الفلاح).
(2) لاشابة من الناس الاخلاط تفسير التبيان ج1
পৃষ্ঠা ৫৮